حروب المستقبل.. مسيّرات في الجو وتحت الماء

حروب المستقبل.. مسيّرات في الجو وتحت الماء

يشهد العالم طبيعة متطورة للنزاعات، وخاصة مع الدور المتزايد الذي تلعبه الأنظمة الذاتية، التي تعمل دون تدخل بشري مباشر، مثل الطائرات المسيرة، التي غيرت مشهد القتال الحديث، بحسب تقرير لموقع "the hill"، الذي أكد أن الاهتمام يتجه في الوقت الراهن إلى التطبيقات المحتملة للأنظمة الذاتية تحت الماء.

وقال الموقع إن الولايات المتحدة تواجه ضرورة التكيف مع تلك الديناميكيات المتغيرة، وذلك في مواجهتها للتحدي العسكري المتزايد من الصين، وخاصة فيما يتعلق بطموحاتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ومخططاتها في تايوان.

وأشار إلى أنه من خلال استخلاص الدروس من الحرب الأوكرانية الروسية، حيث لعبت الأنظمة ذاتية التشغيل دورا مهما، تدرك الولايات المتحدة الحاجة إلى دمج التقنيات المستقلة في استراتيجياتها العسكرية، وخاصة في الحرب تحت سطح البحر.

وأوضح أن نشر المركبات المسيرة تحت الماء (UUVs) إلى جانب الغواصات التقليدية والسفن السطحية يظهر كضرورة استراتيجية للجيش الأمريكي.

ولفت إلى أنه إدراكًا للتحديات الجغرافية التي يفرضها اتساع مسرح المحيط الهادئ، تسعى واشنطن إلى الاستفادة من براعتها التكنولوجية للحفاظ على تفوقها في المياه المتنازع عليها، وخاصة في مضيق تايوان.

وأضاف الموقع أنه في حين تتباهى الصين بقدرات عسكرية هائلة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، فإن قدرتها على الحرب تحت سطح البحر لا تزال متخلفة نسبيا، منوهًا إلى أن هذه الثغرة الأمنية تمثل فرصة للولايات المتحدة وحلفائها لاستغلالها من خلال النشر الاستراتيجي للمركبات المسيرة.

وأشار أيضًا إلى أنه من خلال تعطيل قدرات الاستطلاع الصينية، يمكن أن تلعب الأصول الموجودة تحت سطح البحر دورًا حاسمًا في تشكيل نتائج الصراعات المحتملة، مؤكدًا أن تحقيق الإمكانات الكاملة للحرب تحت الماء بالأجهزة المسيرة لا يتطلب الابتكار التكنولوجي فحسب، بل يتطلب أيضًا التخطيط الاستراتيجي والاستثمار.

وتطرق الموقع إلى مبادرات مثل اتفاقية "AUKUS"، التي تؤكد أهمية الجهود التعاونية بين الحلفاء في هذا المجال، إلا أن التحديات مثل الحفاظ على قاعدة صناعية مرنة لبناء الغواصات وإصلاحها تتطلب اهتمامًا فوريًا.

وبين أن دمج الأصول غير المأهولة في التركيبة العسكرية يمثل تحولا أساسيا في التفكير الاستراتيجي، ويشكل تنسيق هذه الأصول تحديات تقنية، خاصة فيما يتعلق بالاتصالات وموثوقية الشبكة تحت الماء، لكنه بين أن الأساليب المبتكرة، مثل نموذج فريق السفينة الأم، تقدم حلولاً محتملة لتعزيز التنسيق ومرونة النشر.

وأوضح أنه إضافة إلى الاستطلاع والمراقبة، يمكن للمركبات الجوية المسيرة أن توفر دعمًا حاسمًا للسفن الحربية التقليدية والقوات البرية؛ مما يوسع نطاق العمليات العسكرية الأمريكية ضمن نطاق أنظمة الصواريخ الصينية.

ورجح أن يُعطل استخدام الأنظمة ذاتية التشغيل لأغراض الحرب الإلكترونية، اتصالات الخصم ويخدع أجهزة استشعار العدو؛ مما يزيد من فعالية العمليات تحت البحر.

وختم الموقع تقريره بالقول: "بينما تبحر الولايات المتحدة في تعقيدات المنافسة بين القوى العظمى، فإن الاستثمار المستدام في القدرات الحربية ذاتية التشغيل تحت الماء سيكون ضروريًا، ولا يؤدي هذا الاستثمار إلى تعزيز قدرات الردع والدفاع فحسب، بل إنه يشكل أيضًا سلوك الخصم وتصميم القوة على المدى الطويل".