المشاط يؤكد ومحمد علي ينفي.. موقفان متناقضان لمليشيا الحوثي حول هذا الأمر الخطير!
(الأول) متابعة خاصة:
ضرب مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للمليشيات الانقلابية، بالتهديدات التي أطلقها عضو المجلس، محمد علي الحوثي، للمملكة العربية السعودية، عرض الحائط.
ففي ظرف لم يتعدّ الساعات القليلة صدر عن القياديين الحوثيين، موقفين متناقضين من جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتنخرط فيها المملكة العربية السعودية.
وأعلنت جماعة الحوثي على لسان مهدي المشاط جاهزيتها لتوقيع خارطة الطريق الممهدة للحل السلمي في اليمن والتي سبق للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ أن أعلن عن التوصل إليها، ودعت التحالف الذي تقوده السعودية إلى اتخاذ خطوة مماثلة “لقطع الطريق أمام تجار الحروب”. حسب تعبيره.
وجاء هذا الموقف المهادن من المشاط، متناقضا مع انتقادات حادّة كان قد وجّهها محمد علي الحوثي، إلى السعودية نافيا أن تكون جماعته قد دخلت في هدنة معها ومؤكّدا عدم إمكانية “الدخول في أيّ مفاوضات قبل حل الملف الإنساني الذي يتضمن صرف المرتبات وإعادة الكهرباء وتقديم الخدمات”.
وهدد محمد علي الحوثي، بأن جماعته ستقصف السعودية في حال سمحت للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها لشن ضربات على مواقع الجماعة باليمن.
وبشأن هذه التناقضات، نقلت صحيفة العرب الإماراتية، عن "متابعون للشأن اليمني" قولهم إن "التقلّب في مواقف الحوثيين يحيل على عدم جديتهم في الدخول في مسار سياسي يفضي بالفعل إلى حلّ الأزمة اليمنية سلميا، وأنّ ما يقومون به هو مجرّد تلاعب بورقة السلام لكسب الوقت وتحصيل المزيد من المكاسب، مستغلين ارتباك خصومهم وتحديدا السلطة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي". بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن السلطة الشرعية "خرجت عن الخط المتوافق عليه مع السعودية والأمم المتحدة بشأن دعم جهود السلام والالتزام بالسير في نهجها، وذلك عندما أعلن رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك خلال اتصال مرئي أجراه مع سفراء اليمن في الخارج عن توقّف خارطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية وهو ما يعني “تراجع أفق الحل السياسي في اليمن”.
والتقط الحوثيون الموقف الحكومي المرتبك وتعمّدوا إحراج السلطة الشرعية بإعلان صوري عن استعدادهم للمضي في مسار السلام وفق مقتضيات خارطة الطريق. وفق ما تضيف الصحيفة.
وأكد المشاط “الحرص التام والمتجدد على المضي قدما في طريق السلام”، موضحا أنّ “اليمن لا يمثل خطرا على أحد، وأن كل من لديه مشكلة مع صنعاء يمكنه حلها بالحوار“. على حد قوله.
ودعا التحالف الذي تقوده السعودية “إلى المضي قدما نحو إحلال السلام المستدام وإنهاء ما وصفه بالعدوان وتوقيع وتنفيذ خارطة السلام التي تم التوصل إليها في المفاوضات برعاية سلطنة عمان وبعد جهد كبير”، مؤكدا “جهوزية جماعته لذلك”.
كما أعرب عن أمله “في أن تتمكن قيادة التحالف من قطع الطريق على تجّار الحروب وفي مقدمتهم أميركا وبريطانيا اللتان تظهران إصرارا واضحا على إعاقة وعرقلة جهود السلام في اليمن والمنطقة”، وفق تعبيره.
وسبقت تصريحات المشاط بساعات تصريحات أخرى لمحمد علي الحوثي جاءت أكثر حدّة وأقلّ مهادنة للأطراف المعنية بتحقيق السلام في اليمن.
وقال الحوثي إنّ الحاصل بين جماعته والسعودية هو “خفض للتصعيد وليس هدنة”، موجّها نقده للمملكة بالقول “لو اتجهت السعودية اليوم لتقف إلى جانب غزة كما وقفت ضد الشعب اليمني لكان خيرا لها”.
ولم يتردّد في توجيه تهديدات صريحة للرياض قائلا “أوصلنا رسالة إلى السعودية بأنها ستكون هدفا لو سمحت للطيران الأميركي باستخدام أراضيها أو أجوائها في العدوان على اليمن”.