التنسيق الاستخباري الأمريكي الإسرائيلي يثير الانتقادات ..
أثار تبادل المعلومات الاستخبارية "غير المسبوق" بين الولايات المتحدة وإسرائيل انتقادات ومخاوف بفعل تزايد الوفيات في غزة، ما جعل البعض يتساءل عما إذا كانت المعلومات التي تقدمها الولايات المتحدة تزيد من الأزمة الإنسانية.
وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أدت المذكرة السرية التي وسعت تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، إلى مخاوف متزايدة في واشنطن حول ما إذا كانت المعلومات تسهم بمقتل مدنيين، وفقًا لأشخاص مطلعين على هذه القضية.
وعلى ما ذكرت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، فإن من بين المخاوف هو عدم وجود رقابة مستقلة كافية؛ للتأكد من أن المعلومات الاستخباراتية التي توفرها الولايات المتحدة لا تستخدم في الضربات التي تقتل المدنيين دون داع أو تلحق الضرر بالبنية التحتية، وفق الأشخاص المطلعين أنفسهم.
وأضاف التقرير، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين آخرين، أن دعم وكالات التجسس الأمريكية لإسرائيل يهدف بشكل أساسي إلى المساعدة في تحديد مكان قادة الجناح العسكري لحماس، والعثور على الرهائن الذين تحتجزهم الحركة ومراقبة حدود إسرائيل.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة تتقاسم ما يعرف بالمعلومات الاستخبارية الأولية، مثل لقطات الفيديو الحية من الطائرات دون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية فوق غزة، مع وكالات الأمن الإسرائيلية.
ووفق المسؤولين أيضًا، فإن الولايات المتحدة لا تشارك المعلومات الاستخبارية المخصصة للعمليات البرية أو الجوية في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وإن تبادل المعلومات الاستخبارية لديها يُركز فقط على جهود استعادة الرهائن ومنع التوغلات المستقبلية داخل إسرائيل.
وفي السياق، قال مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية: "تقدم إسرائيل ضمانات بأن العمليات التي تستخدم المعلومات الاستخبارية الأمريكية تتم بطريقة تتفق مع القانون الدولي، بما في ذلك قانون الصراع المسلح، الذي يدعو إلى حماية المدنيين".
وأضاف: "إسرائيل مسؤولة عن التصديق على امتثالها، وفي بعض الحالات تفعل ذلك شفهيًا، لكن من الصعب معرفة كيفية استخدام المعلومات الاستخبارية المقدمة من الولايات المتحدة بمجرد دمجها مع البيانات الإسرائيلية الخاصة".
وبدورها، رفضت إسرائيل التعليق على ترتيبات التبادل الاستخباري. لكنها في المقابل، أكدت على زيادة التنسيق الاستخباري بشكل غير مسبوق مع الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري: "خلال 30 عامًا من خدمتي في الجيش الإسرائيلي، لم يكن مستوى التعاون الاستخباراتي والعسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة أعلى، في أي وقت مضى، من التعاون الحالي. إننا نشهد مستويات غير مسبوقة من التنسيق الاستخباراتي".