الانسحاب من خان يونس.. أزمة قرارات بين قادة السياسة والأمن في إسرائيل
أحدث الانسحاب الميداني للجيش الإسرائيلي، وبشكل مفاجئ، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مؤخرًا، أزمة بين المستوى السياسي والعسكري في الإدارة الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن حالة من التوتر سادت وتصاعدت، في اجتماع مجلس الوزراء، ليل الأربعاء، بين قادة المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، بسبب قرار الانسحاب.
وقاد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة المواصلات ميري ريجيف الانتقادات ضد رئيس الأركان هرتسي هاليفي والجيش الإسرائيلي.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إنه "في مرحلة معينة خلال النقاش بدأ الوزراء في انتقاد سلوك الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بشكل حاد، مع التركيز على قرار سحب قوات الجيش الإسرائيلي من خان يونس".
ودب الخلاف والشقاق بين رئيس الوزراء قائد مجلس الحرب بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي بعد استنكار وزير العدل لسحب القوات من خان يونس قبل عيد الفطر.
وبحسب القناة، هاجم الوزراء بن غفير وسموتريتش وريعيف، قادة الجيش، بعد انسحاب القوات من خان يونس، ليرد عليهم رئيس الأركان قائلاً: "نحن لا نقوم بأي عمل دون إذنكم".
وقال هاليفي غاضباً: "الجيش الإسرائيلي لم يغادر غزة، ونحن نتصرف بالضبط كما عرضنا على الحكومة الموسعة والمصغرة، ورئيس الوزراء ووزير الدفاع".
وأضاف هاليفي إنه يريد إراحة القوات بعض الوقت قبل إطلاق الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي القطاع، وهو ما لم يقنع نتنياهو ووزير ماليته المتطرف بيتسلئيل سموتريتش.
ودار نقاش حول تأخير الدخول إلى رفح، وقال رئيس الأركان: "أوصي بعدم الحديث عن توقيت رفح. بمجرد أن يفهم العدو بالضبط متى وكيف يحدث ذلك، فسوف يكلفنا ذلك أرواحاً بشرية، وسنواجه المزيد من المنازل والطرقات المفخخة".
وكان الجيش الإسرائيلي انسحب بشكل مفاجئ من خان يونس، بعد بعد 4 أشهر من شن عملية عسكرية واسعة النطاق، دون تحقيق أي انتصار، بحسب مصادر إسرائيلية.
ورأى محللون إسرائيليون أنه على العكس تعرَّض الجيش الإسرائيلي لكمائن في خان يونس كبدته عددًا كبيرًا من الجنود والآليات العسكرية، وهو ما اتضح من الكشف عن تفاصيل كمين منطقة الزنة.
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، إن حركة حماس تستعيد سيطرتها على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد 4 أيام من انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وأضاف زيتون في مقال تحليلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نُشر الأربعاء، أن ضباط الجيش المخضرمين يقولون إن حماس لن تُهزم إلا في عام 2026 أو 2027 في أحسن الظروف.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يعمل على استهداف آليات الأمن التابعة لحماس، والتي لا تزال سليمة"، واصفًا التحدي المتمثل في تحديد مكان القوى العاملة من نشطاء حماس بأنه "يشبه العثور على إبرة في كومة قش".
بدوره، تساءل المحلل السياسي ألون بن ديفيد قائلاً: "هل انتهت الحرب؟ بعد 5 أيام من الانسحاب من جنوب قطاع غزة، نحن في نوع من التهدئة، ربما نحو تهدئة أكبر في إطار صفقة".
وفي الـ7 من أبريل/ نيسان الجاري، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الفرقة الـ98 بألويتها الثلاثة انسحبت من خان يونس الليلة الماضية، بعد انتهاء عملية قتالية دامت 4 أشهر".
وأضافت أنه لم يتبق في غزة سوى لواء واحد فقط، هو لواء "ناحال"، الذي يتولى مهمة تأمين ممر "نتساريم" (أقامه الجيش لقطع شمال قطاع غزة عن جنوبه)، لمنع النازحين من العودة إلى الشمال.