كيف أسهم الهجوم الإيراني في تحقيق حلم إسرائيل الإستراتيجي؟
رأى المحلل العسكري الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن تل أبيب حققت إنجازًا عسكريًّا واستخباريًّا وسياسيًّا، في أعقاب صد قرابة 99% من المُسيَّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران، الليلة الماضية.
وذكر بن يشاي أن إسرائيل هي البلد الأول على مستوى العالم الذي يتعرَّض لهجوم بأسراب من المُسيَّرات الانتحارية، وأن هناك دروسًا على الصعيد العملياتي والتكنولوجي ستستخلصها تل أبيب وتحقق منها فائدة كبيرة في المستقبل.
وأعرب عن قناعته بأن الهجوم الإيراني فشل، وأن إسرائيل نجحت في صد الهجوم الجوي "الهائل" وغير المسبوق على أراضيها، وحصلت على فرصة جديدة لإصلاح شرعيتها السياسية على الساحة الدولية واستعادة صورتها أمام الرأي العام، بعد أن أتت عليها حرب "السيوف الحديدية".
ونسب فشل غالبية المُسيَّرات والصواريخ الإيرانية في الوصول إلى أهدافها للاستخبارات الدقيقة والقدرات الكبيرة لمقاتلي سلاح الجو والنظم الدفاعية الفعالة في إسرائيل ودور الحلفاء.
الرد الإسرائيلي
وتساءل بن يشاي عن كيفية وتوقيت الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، وقال إن هناك عناصر تؤثر على طبيعة الرد والقرارات التي سيتخذها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
ولفت إلى أن العنصر الأول هو ضرورة تحقيق الردع أمام إيران، بعد أن أقدمت على خطوة امتنعت عنها منذ أعوام.
ومضى قائلًا إنه "لو لم ترد إسرائيل ردًّا مؤلمًا، فإن النظام الإيراني في طهران وحلفاءه ودولًا بالمنطقة سيعدُّون ذلك ضعفًا إسرائيليًّا".
إلا أنه قدَّر أن هذا العنصر يصطدم بالطلبات المشددة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا بعدم الرد بالصورة التي تهدد استقرار المنطقة.
وبيَّن أنه من مصلحة إسرائيل الاستجابة لطلبات الغرب والعودة للتركيز على الحرب في الجنوب والشمال وترك معالجة الملف الإيراني لفرصة أخرى.
ودعا بن يشاي إلى التريث قبل الرد، ودراسته بشكل عميق، حتى لو استغرق الأمر وقتًا طويلًا، واستغلال الموقف الدولي الرافض للهجوم الإيراني؛ لفتح صفحة جديدة مع دول الغرب.
حلم إسرائيل الإستراتيجي
ورصد بن يشاي الهجمات الصاروخية الإيرانية، وقال إنه من بين قرابة 100 صاروخ بالستي اخترق عدد محدود فقط المجال الجوي الإسرائيلي، كما إنه من بين 200 مسيرة وصاروخ جوال أسقط 70 خارج المجال الجوي، وتصدى سلاح الجو للمسيّرات التي تسللت.
وأوضح أنه من بين الإنجازات التي يمكن رصدها، أن الدول المشاركة في اعتراض الهجوم الإيراني لم تخش تهديدات النظام الإيراني، إضافة إلى قوة التنسيق بين إسرائيل والقيادة المركزية الأمريكية "سينتكوم"، معتبرًا أن "حلم إسرائيل الإستراتيجي تحقق".
وقال إن هذا الحلم هو إرساء بنية أساسية دفاعية إقليمية ضد الخطر الإيراني، بعد أن أخذ الأمريكيون على عاتقهم صد الهجوم عند الخط الأمامي، وانضمت إليهم مقاتلات بريطانية وفرنسية.
التأثير على نصر الله
وذهب بن يشاي إلى أن طهران "تحاول تحويل الهزيمة إلى نصر أمام الرأي العام المحلي من خلال نشر معلومات كاذبة، إلا أن الجمهور الإيراني سيعلم خلال أيام حقيقة ما حدث، وهو الأمر الذي سيشكل ضربة كبيرة للنظام الإيراني".
وأشار إلى أن الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن نصر الله، رصد حتمًا نتائج الهجوم، وأنه رغم عدم استخدام إيران كامل قوتها، فإنه شاهد القدرات الدفاعية الإسرائيلية وقدرتها على اعتراض الأهداف المعادية.
ويعتقد بن يشاي أن نصر الله "سيضع نتائج الهجوم الإيراني في الحسبان، لو فكر في شن أي هجوم صاروخي واسع على إسرائيل، وأن الهجوم سيؤثر على الأمين العام ويدفعه نحو الموافقة على تسوية دبلوماسية توقف التصعيد مع إسرائيل".