بكلمات تهز الوجدان... الطالب سمير بن عبدان يكتب بمناسبة تخرجه من كلية الهندسة جامعة عدن
(الأول)خاص:
الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه، والحمد لله دائما وأبدا، بفضله تتم النعمات وبفضله وتوفيقه حققت حلمي اليوم.
لقد كان الحلم يوسفي الطموح، يعقوبي المشقة، نحنا لها وإن أبت رغما عنها أتينا بها.
بعد تعب شاق دام لسنوات لم يكن هين، تعبا أحاطنا من كل جانب، سواء ظروف اقتصادية مرت بالبلاد أو ظروف شخصية وحروب وانفجارات رافقتنا طوال الرحلة والظروف التي لا زالت ترافقها بعد تخرجنا من صعوبة العمل الذي لا تستطيع توفير أبسط متطلباتك منه.
وقفت اليوم في حفل التخرج وبالكرفته المستعارة وحذائي المستعار وبشميزي المستعار وساعتي المستعارة والبنطلون الذي ارتديه لقد كان مستعارا أيضا من أحد أصدقائي المقربين، وقفت بطموحي المنهار في بلد لا يقدر فيه أصحاب التخصصات والشهادات العليا فما بالك بنا نحن أصحاب الشهائد البكالوريوس التي لا تسمن ولا تغني من جوع في بلدنا هذا الذي دمرته الحروب والمناطقية والواسطات وأصبح فيه من لا يستحق أن يصبح مسئولا قائدا علينا وأصبح المتعلمون فيه لا يجدون ما يسدون به حاجاتهم في بلد حلت عليه اللعنة...
اعتذر لكم يا أصدقاء عن الحقيقة التي سوف تعيشونها بعد تخرجكم وبعيدا عن أحلامكم الوردية.
اعتذر لكم نيابة عن صعوبة العيش، وعن مرارة الحياة بعد تخرجكم، وعن الحياة التي تزداد قسوة عليكم كل يوم.
اعتذر لكم يا أصدقاء الآن لقد حاولت أن أصبح صديقا جيدا لكنني فشلت.
أعتذر لكم اليوم نيابة عن كل صديق جيد رحل سريعا دون أن يجد وقت كاف للاعتذار.
اعتذر لكم يا اصدقاء لقد كنت غبيا حين صادقت وحفظت الاشتقاقات والقوانين أكثر مما حفظت وجوهكم تلك الاشتقاقات والقوانين التي لم ينتفع بها أصحابها، وتركنا الزملاء الذين أصبحوا أرقاما مهمة في حياتنا.
لقد نسيت كل الاشتقاقات والقوانين الآن على الرغم أنني ما زلت أحفظ اشتقاقات وقوانين أصعب منها... أحفظ عدد الثقوب في أول بنطال ارتديته في الجامعة...
وأحفظ عدد الأيام التي غبتها مخذولا من نقص مصروفي فيها وأحفظ عدد الليالي التي نمتها مقهورا من الجوع والظلام وأنا أحضن ملزمتي التي تخبرني في كل ورقة بأن العلم نور ولكن كان غير ذلك في بلدي".
لكن ما أود أخباركم به اصدقائي لقد خرجنا من قلب الصعاب بالقوة وبالثقة بالله، لا يهزمنا ضرف ولا يعيقنا كلام ولا يحطمنا شخص، وسنكون باذن الله ما نريد يوما ما.
اهدي تخرجي قبل كل شيء الي شجرتي التي لا تذبل الذي أوصلني إلى ما أنا عليه وبدونة كنت لا شيء إلى من أعطاني ولا زال يعطيني بلا حدود إلى من رفعت به رأسي ولا أزال ارفعه عاليا افتخارا به الذي لم يكن يوم رجلا عاديا والذي وتاج راس # صالح_راشد_احمد_عبدان.
وإلى تلك الشامخة المضحية التي رأتني بقلبها قبل عينيها، إلى الظل الذي آوي اليه في كل حين إليك أمي الغالية.
والى اخواني واختي هم سندي الذي بذلوا وما زالوا يبذلون معي، وإلى زوجتي الغالية التي كانت خير سند لي في النصف الأخيرة من مراحل الدراسة.
الى اصدقائي الاعزاء والرائعون إلى من شجعني في مواصلة حلمي سواء بالقول أو بالكلمة أو بمساعدتي في بعض أموري المادية.
والى من قدرني في عملي. كوني لا زلت طالبا وأتاح لي الوقت في أيام الامتحانات والاختبارات شكرا لكم جميعا سيظل جميلكم مغروسا في أعماق قلبي.
الى كل من حضر حفلا تخرجني وشاركني الفرحة شكرا لكم جميعا...