إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون التوصل لاتفاق
قال سكان فلسطينيون إن دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت مناطق من رفح يوم الخميس، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب أسلحة عن إسرائيل إذا ما هاجمت المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير في وقت متأخر من يوم الخميس أن أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة لوقف الأعمال القتالية انتهت وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من القطاع الفلسطيني وفقا للمخطط.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل قدمت للوسطاء تحفظاتها على مقترح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وأن الوفد الإسرائيلي سيغادر العاصمة المصرية.
وذكر نتنياهو في بيان مصور "سنقاتل بأظفارنا إذا اضطررنا لذلك". وأضاف "لكننا نملك ما هو أكثر بكثير من أظفارنا".
وفي غزة، قالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على دبابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح.
وقال سكان ومسعفون في رفح، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في غزة التي لم تجتحها القوات البرية الإسرائيلية بعد، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة.
فلسطينيون يقفون وسط أنقاض منزل عقب استهدافه بضربة إسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة يوم الثامن من مايو أيار 2024. تصوير: محمد سالم - رويترز
وأظهر مقطع مصور من الموقع منارة المسجد وسط الأنقاض وجثتين ملفوفتين في أغطية.
وتسببت غارة جوية إسرائيلية على منزلين في حي الصبرة برفح في مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا منهم نساء وأطفال.
وقال مسعفون وأقارب وجماعة كتائب المجاهدين المسلحة إن من بين القتلى قائد كبير في الجماعة وأسرته وأسرة قائد آخر بالجماعة.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يختبئون في رفح التي لجأ لها مئات الآلاف من الفلسطينيين فرارا من القتال في باقي أنحاء القطاع، وإن من الضروري أن تقضي عليهم حفاظا على أمنها.
وقال نازح يدعى محمد عبد الرحمن إنه يخشى من أن يكون القصف الإسرائيلي علامة على اجتياح المدينة.
وأضاف عبد الرحمن البالغ من العمر 42 عاما لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "يذكرني ذلك بما حدث قبل اجتياح الدبابات الإسرائيلية لمناطقنا السكنية في مدينة غزة، عادة ما يتيح القصف العنيف للدبابات بالتوجه نحو أماكن تعتزم اجتياحها".
وفي الولايات المتحدة، كرر البيت الأبيض أمله في ألا تنفذ إسرائيل عملية شاملة في رفح، قائلا إنه لا يعتقد بأن العملية ستخدم هدف إسرائيل في القضاء على حماس.
وقال المتحدث جون كيربي "اقتحام رفح، في رأي (الرئيس بايدن)، لن يخدم ذلك الهدف".
وذكر كيربي أن إسرائيل تضغط بشكل كبير على حماس وأن هناك خيارات أفضل لملاحقة المتبقين من قيادة الحركة من عملية تنطوي على مخاطر جسيمة على المدنيين.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجوم الإسرائيلي على غزة أسفر عن مقتل نحو 35 ألف فلسطيني وإصابة قرابة 80 ألفا معظمهم مدنيون.
وشنت إسرائيل هجومها عقب هجوم الحركة في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل التي تقول إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة. وتشير أحدث بيانات إسرائيلية إلى أن نحو 128 من الرهائن ما زالوا محتجزين في غزة وأن 36 أُعلنت وفاتهم.
وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن يوم الأربعاء "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة". وذكر بايدن أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح.
وقال الأميرال دانيال هاجاري كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إن الجيش لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح وغيرها من العمليات المقررة.
* انتهاء المحادثات
تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في القاهرة منذ يوم الثلاثاء. وذكر مصدران أمنيان مصريان أن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة أحرزت نوعا من التقدم، إلا أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق.
لكن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في قطر قال إن وفد الحركة غادر القاهرة وأعاد تأكيد موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار. ويتضمن الاقتراح أيضا إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.
وتنحي حماس باللائمة على إسرائيل في عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وتقول إسرائيل إنها منفتحة على الهدنة، لكنها ترفض مطالب إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.
وذكر ميلر أن واشنطن ما زالت تتواصل مع إسرائيل بشأن تعديلات في مقترح وقف إطلاق النار المقدم من حماس، مضيفا أن العمل جار لوضع اللمسات النهائية على نص اتفاق، لكن ذلك العمل "بالغ الصعوبة".
* انهيار القطاع الطبي
سيطرت الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر يوم الثلاثاء، مما أدى إلى قطع طريق المساعدات الحيوي إلى القطاع وأجبر 80 ألف شخص على النزوح من المدينة هذا الأسبوع، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها بالدبابات على قطاع غزة يوم الخميس. وقال سكان إن الدبابات توغلت في حي الزيتون في مدينة غزة في شمال القطاع، مما أجبر مئات الأسر على الفرار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقوم بتأمين الحي، وبدأ بسلسلة من الضربات الجوية التي تستند إلى معلومات مخابراتية استهدفت نحو 25 "هدفا إرهابيا".
واحتشد الآلاف في دير البلح بوسط غزة بعد الفرار من رفح في الأيام القليلة الماضية. وقال مسعفون فلسطينيون إن شخصين، منهما امرأة، قتلا عندما أطلقت طائرة مسيرة صاروخا على مجموعة من السكان هناك.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الخميس إن إغلاق معبر رفح مع مصر حال دون إجلاء المصابين والمرضى ودخول الإمدادات الطبية وشاحنات الغذاء والوقود الضروري لتشغيل المستشفيات.
وأضافت الوزارة أن مركز غسيل الكلى الوحيد في منطقة رفح توقف عن العمل بسبب القصف.
وقال الجراح الأردني علي أبو خرمة المتطوع في مستشفى الأقصى في دير البلح إنه كان يتسنى إدخال المساعدات الطبية، لكنها توقفت الآن.
وأضاف "القطاع الطبي كاملا منهار".