صفقة الكعكة الصفراء تثير رعب أمريكا
فضح تقرير جديد قيام الحكومة العسكرية الجديدة في النيجر ببيع مئات الأطنان من اليورانيوم المكرر أو «الكعكة الصفراء» لإيران لمساعدتها في بناء مشروعها النووي، الأمر الذي يثير رعبا لدى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب.
ونقلت «العربية نت» عن صحيفة «لوموند» الفرنسية تفاصيل الصفقة، والاتفاق السري الذي جرى بين النيجر وإيران بشأن بيع اليورانيوم، نقلا عن «عدة مصادر رسمية» غربية، رغم أن النيجر سبق أن نفت رسميا تزويد إيران باليورانيوم.
وبالتواكب كشف موقع «أفريكا إنتلجنس» أن مفاوضات سرية تجري بين النيجر وإيران لشراء 300 طن من الكعكة الصفراء، ورصدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا التقرير بحساسية بالغة، الأمر الذي وضع شركة «أورانو» الفرنسية التي تقوم بتعدين اليورانيوم في النيجر، في موقف حساس، وتقدر قيمة هذه الكمية من الكعكة الصفراء التي أشار إليها التقرير بنحو 56 مليون دولار.
ووفقا لصحيفة «لوموند»، وعدت شركة «أورانو» الفرنسية، التي تستخرج اليورانيوم من المناجم في شمال النيجر منذ أوائل السبعينيات، بالامتثال للعقوبات الدولية التي تحظر بيع اليورانيوم لإيران، حيث يجب الإبلاغ عن أي عملية شراء وبيع لليورانيوم إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت أنه لم يتم إبلاغها حتى الآن ببيع يورانيوم من النيجر إلى إيران.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه في الأشهر الأخيرة، حصل مسؤولون كبار في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على معلومات تظهر أن الحكومة العسكرية في النيجر تدرس سرا التوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه أن يسمح لطهران بالوصول إلى بعض احتياطيات النيجر الضخمة من اليورانيوم.
ويعد اليورانيوم المنتج الرئيسي للنيجر، ووفقا لتقرير الرابطة النووية العالمية، ومقرها بريطانيا، كانت النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم في عام 2022 بإنتاج حوالي 200 طن من اليورانيوم سنويا.
وفي إطار التعاون بين إيران والنيجر، استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في 25 يناير الماضي، رئيس الوزراء الانتقالي في النيجر علي محمد الأمين زين، وأكد له استعداد طهران لتبادل التجارب في كافة المجالات من قبيل الطاقة والصناعة والتعدين.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء المعين من قبل العسكريين «حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع إيران في شتى المجالات»، واصفا طهران بـ»الشريك والصديق الذي يمكن التعويل عليه»، وتم في هذه الزيارة التوقيع على وثيقة تعاون في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية، حسب ما أعلن موقع الرئاسة الإيرانية.
وسبق أن زار الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، النيجر قبل أكثر من عشر سنوات، أي قبل توقيع الاتفاق النووي في 2015، وعندها نشرت تقارير مماثلة حول تزويد النيجر إيران باليورانيوم.
ويبدو أن محاولة إيران شراء اليورانيوم من النيجر تعود إلى ما قبل عهد أحمدي نجاد، حيث نقلت «فرانس برس» عن مسؤولين في النيجر قولهم إنه في عام 1984، طلبت إيران من المجلس العسكري وقتذاك شراء اليورانيوم.
وكان الحرس الرئاسي في النيجر قام بانقلاب عسكري على رئيس البلاد محمد بازوم في أغسطس من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين تدهورت علاقات النيجر مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا.
ما هي الكعكة الصفراء؟
مسحوق مركز من اليورانيوم.
يصنع بإزالة الشوائب من اليورانيوم الخام.
لا تشكل خطرا إشعاعيا كبيرا.
تتطلب المناولة على نحو مأمون.
يطلق عليها اسم «الكعكة الصفراء» للونها الأصفر.