جثث متناثرة في شوارع غزة.. وصرخات جرحى بلا إجابة ( تقرير لضحايا حرب غزة )
الجثث ملقاة في الشوارع، وصراخ وأنين الجرحى بلا إجابة بعدما توقفت كل عمليات إنقاذ وانتشال الشهداء والجرحى في معظم مناطق قطاع غزة، بسبب نفاد الوقود إثر مواصلة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة، بشكل محكم منذ أكثر من أسبوع، خاصة معبر رفح البري.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني لم تعد تتحرك بسبب نفاد الوقود، مؤكدة أنها مقبلة على كارثة صحية غير مسبوقة، في ظل استمرار تصاعد العدوان من الاحتلال الإسرائيلي، مما يؤدي إلى مزيد من الشهداء والجرحى.
بالتواكب وصف الأمين العام للجامعة العربية ما يحدث في غزة بأنه وصمة عار على جبين العالم، وقال إن الكلمات لا تكفي للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن لدى الجميع جراء العدوان على قطاع غزة.
نفاد الوقود
أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن معظم المستشفيات في قطاع غزة توقفت كذلك عن تقديم الخدمات الطبية في ظل نفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، مؤكدة أن المستشفى الأوروبي الذي يعد أكبر مستشفى في جنوب قطاع غزة توقفت المولدات الكهربائية فيه عن العمل بسبب نفاد الوقود، وهذا يعرض حياة المئات من الجرحى والمرضى للخطر، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الصحية بالتدخل العاجل لإدخال الوقود والمعدات الطبية لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.
واستشهد 26 فلسطينيا وأصيب العشرات بجروح جراء قصف من الاحتلال الإسرائيلي استهدف بناية سكنية مكونة من 3 طوابق في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى العودة في مخيم النصيرات بانتشال الطواقم الطبية وعدد من الجرحى من عائلة واحدة من تحت ركام بناية سكنية قصفتها طائرات الاحتلال، مؤكدة وجود عدد من المفقودين تحت ركام المنزل لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالهم.
وصمة عار
وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ما يحدث بأنه وصمة عار على جبين العالم، وقال إن مشاعر الانتقام تحكمت لدى الاحتلال الإسرائيلي على الحس البشري ليرتكبوا جرائم لها اسم معلوم في القانون الدولي، وهو التطهير العرقي.
وقال أبوالغيط أمس، في كلمته أمام مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، إن الجريمة تبدو مكتملة الأركان، فهي ليست جريمة قتل فحسب ولكنها اغتيال للمجتمع بأسره عبر تمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ونسيجه بالكامل بحيث لا تصير الأرض قابلة للحياة، مما يدفع أهلها نحو الفرار من ملاذ إلى آخر بلا جدوى.
وعد العدوان على غزة ليس وصمة عار على جبين الاحتلال وإنما على جبين العالم بأسره، موضحا أن الاحتلال تجرد من مشاعر الإحساس بالعار، وخاصة أن الأمور طالت لشهور حتى بدأت بعض الدول المطالبة بوقف إطلاق النار رغم ما تمارسه الدولة العبرية من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
تعاطف دولي
أضاف أبوالغيط أن أي تحرك دولي لوضع حد للجرائم المرتكبة بقطاع غزة هو ضرورة قصوى.
موضحا أن المساعي العربية منذ القمة العربية الإسلامية بالرياض في نوفمبر الماضي، كانت صادقة لبناء قاعدة صلبة من المواقف الدولية والإقليمية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته بعد محاولات إسرائيل عبثا استغلال أحداث السابع من أكتوبر لاستقطاب التعاطف الدولي لتبرير مخططاتها وإنزال عقاب جماعي للفلسطينيين.
وقال إن العالم أدرك أن الوضع الإقليمي سوف يبقى هشا ما دامت القضية الفلسطينية قائمة دون حل، موضحا أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
دعم أمريكي
وشدد على أن استمرار العدوان المدعوم أمريكيا سيؤدي إلى ارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء شعبنا، وتعريضهم لنكبة جديدة، وهو ما لن نقبله، ولن نسمح بتكرار ما حدث في 1948 و1967.
وأشار إلى أن استمرار سلطات الاحتلال بالسيطرة على المعابر، خاصة معبر رفح البري، ومنع تدفق المساعدات وخروج المرضى والمصابين للعلاج، جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي وانتهاك خطير لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد على ضرورة تحرك الإدارة الأمريكية وعدم الاكتفاء بالبيانات والادانات، والعمل على وقف العدوان فورا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ووقف تهجير أبناء شعبنا، خاصة من مدينة رفح.
وجدد أبوردينة التأكيد على أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يتحققا دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
تداعيات خطيرة
حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة من التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدا أن الإصرار على اجتياح رفح سيكون خطأ كبيرا، ستتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية عنه، لأنها الوحيدة القادرة على وقفه.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن أبوردينة قوله «نحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه التداعيات الخطيرة والتي سيكون لها تأثير على المنطقة والعالم أجمع، وذلك لتقاعسها عن التدخل بالشكل المطلوب لإلزام حكومة الاحتلال على وقف اجتياح مدينة رفح، وتهجير المواطنين منها».
وأضاف «لولا قيام الإدارة الأمريكية بتوفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال، ومنع إدانته في المحافل الدولية، لما تجرأ على الاستمرار في الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، بما فيها القدس».
تواصل النزوح
كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس، عن أن 450 ألف شخص نزحوا قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ السادس من مايو الحالي.
وقالت في منشور على حسابها بمنصة «إكس»، إن الشوارع خالية في رفح مع استمرار هروب العائلات بحثا عن الأمان، وأكدت أن وقف إطلاق النار الفوري هو الأمل الوحيد.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية في شرق مدينة رفح قبل أكثر من أسبوع، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات شن عملية عسكرية في المدينة التي يوجد بها نحو 1.5 مليون فلسطيني نزحوا من أنحاء القطاع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأفادت «الأونروا» بأن أكثر من 150 ألف امرأة حامل تواجه ظروفا صحية رهيبة ومخاطر صحية وسط النزوح والحرب في غزة.
حزن عميق
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن حزنه العميق لمقتل أحد موظفي إدارة السلامة والأمن التابعة للمنظمة الدولية وإصابة موظفة أخرى في هجوم بغزة، حسب ما ذكر نائب المتحدث باسمه فرحان حق.
وقال حق «يدين الأمين العام جميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة ويدعو إلى إجراء تحقيق كامل، ويقدم تعازيه لعائلة الموظف الراحل»، وأصبح هذا الشخص أول موظف دولي للأمم المتحدة يقتل في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وفقد نحو 190 من موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين حياتهم.
ووقعت الحادثة صباح أمس الأول عندما أصيبت مركبة تقل موظفين بالأمم المتحدة تحمل علامة المنظمة أثناء توجههم إلى المستشفى الأوروبي في رفح، وفقا لما قاله فرحان حق.
ضحايا غزة حتى الآن:
35,173 شهيدا
799,061 جريحا
10,300 مفقود
%75 نساء وأطفال
82 شهيدا خلال آخر 24 ساعة
234 جريحا آخر 24 ساعة
234 يوما من القصف