قطر بصدد إعلان تفاصيل صفقة الأسرى المحتمَلة “حين الانتهاء منها”.. ونتنياهو يُجري 3 اجتماعات حول الهدنة
أعلنت قطر، على لسان ماجد الأنصاري، المتحدث باسم الخارجية، مساء الثلاثاء، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنها "حين تنتهي من الاتفاق" بين حماس وإسرائيل بشأن الأسرى في قطاع غزة، "ستعلن التطورات رسمياً"، وذاك وفق ما نقلته الوزارة عبر حسابها الموثق بمنصة "إكس". وقال تعليقاً على الاتفاق الذي تدير بلاده وساطة بشأنه بين حماس وإسرائيل: "لا يمكننا حالياً التصريح حول أي تطورات، لحين الانتهاء من هذا الاتفاق والوصول إلى إعلانه بشكل رسمي".
وأضاف: "في المرة السابقة عندما وصلنا لاتفاق إجلاء الأجانب عبر معبر رفح أعلنا ذلك، وفي تقديري الأمر سيكون في هذا السياق". وبشأن مستقبل الأزمة الحالية بالقطاع، تابع قائلاً: "ما يجب أن نركز عليه اليوم هو أن يدفع المجتمع الدولي، ليس في التفكير بكيف تتم إدارة غزة لاحقاً، بل كيف نوقف هذا العدوان اليوم، ونوقف نزيف الدم المستمر في قطاع غزة".
صفقة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية
يأتي ذلك في حين قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن إتمام صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس "بات قريباً"، في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
وأضاف أن "هناك تحديات بسيطة ضمن المفاوضات، وهي لوجستية وعملية وليست جوهرية، ويمكن تذليلها"، دون مزيد من التفاصيل.
في سياق متصل أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، عن عقد 3 اجتماعات حكومية الليلة، في أوضح مؤشر على قرب عقد اتفاق مع حركة "حماس" حول تبادل الأسرى.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان: "على ضوء التطورات المتعلقة بالإفراج عن المختطفين (الأسرى لدى حماس)، سيعقد رئيس الوزراء اجتماعاً لمجلس الوزراء الحربي في الساعة 18.00، ومجلس الوزراء السياسي والأمني في الساعة 19.00، والحكومة في الساعة 20.00 (بالتوقيت المحلي، ت.غ+2)".
وتسلسل هذه الاجتماعات يشير إلى أنها ستُعقد للمصادقة على قرار، فالمجلس الوزاري الحربي يبحث القرار، ثم يرفعه إلى مجلس الوزراء السياسي والأمني، فيما تصوت عليه الحكومة، وفقاً لمراسل الأناضول.
وكتب نتنياهو عبر منصة "إكس" الثلاثاء أن "الهدف الأول هو القضاء على حماس، ولن يتوقف حتى يتم تحقيقه".
وتابع: "والهدف الثاني، عودة المختطفين، ونحن نحرز تقدماً (…) وآمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريباً. والهدف الثالث هو ضمان عدم تكرار ما حدث في غزة". نتنياهو أضاف: "نريد استعادة الأمن، سنتحرك ونحقق عودة الأمن إلى الجنوب (غزة) والشمال (لبنان)".
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجوماً في مستوطنات محيط غزة، فقتلت 1200 وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
كما أسرت "حماس" نحو 239 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
تراجع الآليات الإسرائيلية في غزة
في حين تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، فيما حافظت على نقاط وجودها في شمال القطاع، في محاولة على ما يبدو للتمركز في "نقاط آمنة نسبياً"، مع حديث متصاعد عن قرب الإعلان عن اتفاق مع حركة "حماس" يتضمن هدنة.
ونقلاً عن شهود عيان، فإن القوات الإسرائيلية تراجعت خلال يومين لمسافة تزيد عن 3 كلم باتجاه الغرب من حي الصبرة والأطراف الغربية لحي الزيتون (جنوبي مدينة غزة) وصولاً إلى مجمع الشفاء الطبي.
كما تراجعت القوات من المناطق الغربية الجنوبية في حيي تل الهوى والرمال، وصولاً إلى شارع الرشيد على شاطئ بحر غزة، وفقاً لشهود عيان ومصادر محلية.
وفي محور شمالي القطاع، واصلت القوات الإسرائيلية تمركزها في المناطق المفتوحة ببلدتي بيت حانون (شمال شرق) وبيت لاهيا (شمال غرب).
وبعد تقدمها في بلدة جباليا (شمال شرق)، وصولاً إلى محيط المستشفى الإندونيسي، حافظت القوات الإسرائيلية على تمركزها هذه المنطقة، بحسب الشهود.
هدنة مرتقبة
وهذا التراجع الإسرائيلي في مدينة غزة والحفاظ على نقاط التمركز في شمال القطاع يتزامن مع حديث واسع عن قرب الإعلان عن اتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة يتضمن وقفاً لإطلاق النار يستمر عدة أيام.
وهذه النقاط قد تكون آمنة نسبياً للقوات الإسرائيلية، باعتبار أنها مكثت فيها طوال فترة التوغل البري منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول، وقامت بعمليات تمشيط وقصف واسعة فيها، وحولتها إلى مساحات من الركام والدمار، ومن الصعب على عناصر الفصائل الفلسطينية التحرك فيها دون أن يتم كشف تحركاتهم، بحسب مراسل الأناضول.
وقالت مصادر سياسية مطلعة إن اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة "قريب أكثر من أي وقت مضى". وأوضحت المصادر، طلبت عدم كشف هويتها لدواعٍ أمنية، أن من بين بنود الاتفاق، الذي تتوسط فيه قطر ومصر، أن يتم إطلاق سراح 50 أسيراً لدى "حماس" مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل، بالإضافة إلى التزام الطرفين بتهدئة لعدة أيام.
"وعلى الرغم من أن التهدئة باتت أقرب من أي وقت مضى، إلا أن كل الاحتمالات تبقى مطروحة على الطاولة"، بحسب المصادر دون تفاصيل.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، سيتم ضمن الصفقة الإفراج عن النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون إسرائيل وإدخال مواد إنسانية ووقود إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.
جدير بالذكر أنه ومنذ 46 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألفاً و300 قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 امرأة، فضلاً عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.