تتعرض لكمٍّ هائل من المعلومات كل يوم؟ إليك أبسط طريقة لتتذكر ما تقرأه حسب العلماء

تتعرض لكمٍّ هائل من المعلومات كل يوم؟ إليك أبسط طريقة لتتذكر ما تقرأه حسب العلماء

سواء كان محتوى على موقع فيسبوك أو كتاب جديد أو أحدث تقرير إخباري، يستمتع معظمنا بالقراءة أو يضطرون إلى القراءة لفترات طويلة خلال النهار. ولكن في ظل تسارع وتيرة الحياة لإنهاء أكبر عدد من المهام في أقصر وقت، نفقد طريقة بسيطة لتعزيز وتثبيت ما قرأناه في أذهاننا.

عندما تتعلم نموذجاً أو فكرة جديدة، فإنها تشبه "البرنامج" في عقلك الذي يتم تحديثه. فجأة، يمكنك تشغيل جميع نقاط البيانات القديمة الخاصة بك من خلال برنامج جديد. يمكنك تعلم دروس جديدة من اللحظات القديمة، كما يقول مؤلف كتاب "القراءة تُغير الماضي" باتريك أوشوغنيسي.

تتحقق هذه العملية إذا استوعبت أفكار الكتب التي قرأتها وتذكرتها، ولن تتراكم المعرفة إلا إذا تم الاحتفاظ بها. 

بعبارة أخرى، ما يهم ليس مجرد قراءة مزيد من الكتب، بل الحصول على مزيد من كل كتاب تقرأه.

كيف تتذكر ما تقرأه؟

شرحت الأستاذة المساعدة في علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة تكساس، أليسون بريستون،في دراسة بحثية ما يلي:

"نعتقد أن إعادة عرض الذكريات أثناء الراحة تجعل الذكريات السابقة أقوى، ولا تؤثر فقط على المحتوى الأصلي، بل تؤثر أيضاً على الذكريات القادمة. لا شيء يحدث في عزلة، وعندما تتعلم شيئاً جديداً، فأنت تذكر كل الأشياء التي تعرفها والتي لها علاقة بتلك المعلومات. عندها فقط، تُدخل المعلومات الجديدة في معرفتك الحالية".

وتحدد الدراسة التي نشرها موقع INC النصائح التالية:

حدِّد عقلياً النقاط أو المفاهيم الرئيسية.

دوِّن بعض الملاحظات (لا يمكن كتابة كل شيء، لذلك يجبر هذا السلوك عقلك على اختيار الأكثر أهمية).

ضع في اعتبارك تشعبات أو آثار المحتوى.

فكِّر في كيفية ارتباط المحتوى بتفضيلاتك الشخصية وشخصيتك وتجاربك.

ومن هذا المنطلق لا بد من التأمل بعض الشيء قبل البداية بالقراءة:

ماذا ستقرأ؟

ولماذا ستقرأ هذا الكتاب تحديداً؟

قد يبدو الأمر مبسطاً جداً، ولكن عندما تعرف ما تقرأه ولماذا، يمكنك التفكير في التأهب الذهني الذي يجب أن تكون فيه.

على سبيل المثال، عندما تقرأ مقالة بحث علمي تعلم مسبقاً أنك بحاجة إلى التركيز المفرط للتعامل مع المصطلحات الصعبة والرسوم البيانية والأرقام والنتائج غير المنطقية.

كيف تتذكر ما تقرأه

على مستوى متقدم، ينصح الخبراء بطرح أسئلة أكثر عمقاً، وينصح عالم الأعصاب إريك كاندل من خلال بحثه في السبعينيات، بأن "التشابكات العصبية تتغير مع التجربة"، حسب ما نشره موقع Magnetic Memory أو الذاكرة المغناطيسية.

بمعنى، إذا كنت ترغب في تغيير عقلك من مجرد شخص يقرأ إلى آخر يتذكر، فأنت بحاجة إلى "تجربة القراءة"، والاستجواب هو أحد أكثر الطرق المباشرة:

ما؟

متي؟

أين؟

لماذا؟

كيف؟

ولكن كم مرة تقوم بطرحها فعلياً على نفسك أثناء القراءة؟

ابدأ في التعود على طرحها كثيراً وبشكل حرفي في كل صفحة. يمكنك أيضاً التعمق بالأسئلة أكثر:

ما هي نية المؤلف أو جدول أعماله؟

ما هي ظروف السلطة الحاكمة؟

من المستفيد إذا كان ما تقرأه صحيحاً؟

متى يكون هذا البيان غير صحيح؟

ما هي الحجة المضادة؟

ما هي العواقب؟ ما الذي يتغير إذا كان يتم طرحه صحيحاً؟

كلما طرحت هذه الأسئلة الأكثر تقدماً وتعمقاً، ستتذكر بشكل طبيعي أكثر، لأنك تختبر القراءة.

لماذا لا أستطيع تذكّر ما قرأته؟

هناك عدد غير قليل من العوامل التي تفسر الصعوبات في تذكّر ما تقرأه.

على سبيل المثال، يعاني كثير من الناس من قلة اطلاعهم على المفردات؛ مما يؤدي إلى تدمير فهمهم.

لا يضع الأشخاص الآخرون أهدافاً للقراءة، ولا يخصصون فترات زمنية محددة للقراءة على الشكل التالي:

دون انقطاع

مستمرة

صامتة

ثم هناك أولئك الذين يقعون في الأفخاخ العلمية الزائفة لـ"القراءة السريعة". 

يضيّع هؤلاء القراء الوقت في محاولة إيقاف النطق الداخلي، يتم تضليلهم بشأن مفاهيم مثل القراءة السريعة والقراءة التي تمسح الفقرات مسحاً. 

وأخيراً فإن الأشخاص الذين يشاهدون كثيراً من الأفلام أو يقرؤون كثيراً من الكتب، لكنهم لا يستطيعون تذكّرها ويضيعون كثيراً من الوقت، لا ترسخ في أذهانهم أي معلومات من شأنها أن تساعدهم بالفعل. 

لتجنب نسيان كل ما شاهدته أو قرأته، عليك باختبار تجربة القراءة، ومراجعة المفاهيم قبل أن تطوي الصفحة الأخيرة من الكتاب.