أمريكا تفكر في إعادة إدراج الحوثين على قوائم "الإرهاب"
قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تراجع "التصنيفات الإرهابية المحتملة" لجماعة الحوثي المتمردة في اليمن ردا على استيلائها على سفينة شحن.
وتعليق كيربي مهم لأن أحد الإجراءات الأولى التي اتخذتها إدارة الرئيس جو بايدن بعد توليه منصبه في يناير كانون الثاني 2021 كان إلغاء التصنيف الإرهابي للحوثيين بسبب مخاوف من أن العقوبات المفروضة على الجماعة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
واستولى الحوثيون المدعومون من إيران على سفينة الشحن جالاكسي ليدر يوم الأحد في جنوب البحر الأحمر وقالوا إنها مملوكة لإسرائيل. وتطلق الجماعة طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ووصف كيربي استيلاء الحوثيين على السفينة بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، وقال إن "إيران متواطئة فيه".
وقال كيربي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض "في ضوء ذلك، بدأنا مراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة وسندرس خيارات أخرى أيضا مع حلفائنا وشركائنا". ودعا إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها الدولي.
والسفينة التي ترفع علم جزر البهاما وتستخدم في شحن السيارات مستأجرة من شركة نيبون يوسن اليابانية. وهي مملوكة لشركة مسجلة تحت اسم راي كار كاريرز ومقرها في جزيرة آيل أوف مان، وهي وحدة تابعة لشركة راي للشحن المدرجة في تل أبيب، وفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن (إل.إس.إي.جي).
ونفت إيران ضلوعها في احتجاز السفينة التي قال مالكها يوم الاثنين إنها نُقلت إلى ميناء الحديدة بجنوب اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.
واندلعت حرب أهلية في اليمن بعدما سيطر الحوثيون، المنتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية، على العاصمة صنعاء في عام 2014. وتدخل تحالف بقيادة السعودية في الصراع في العام التالي.
وعلى الرغم من انهيار اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في أكتوبر تشرين الأول 2022، إلا أن اليمن يتمتع بهدوء نسبي منذ ذلك الحين إذ يتفاوض الحوثيون والسعودية على تسوية.
ولا تزال البلاد تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ تقول الأمم المتحدة إن حوالي 21.6 مليون شخص، أي ما يعادل ثلثي السكان تقريبا، يعتمدون على المساعدات.
وأدرجت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحوثيين على القائمة السوداء قبل يوم من انتهاء ولايتها مما دفع الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة وبعض المشرعين الأمريكيين للتعبير عن مخاوفهم من أن العقوبات ستعطل تدفقات الغذاء والوقود والسلع الأخرى إلى اليمن.
وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 12 فبراير شباط 2021 التصنيف "اعترافا بالوضع الإنساني المتردي في اليمن".