د. واعد باذيب.. قائد ذو رؤية يبحر في المشهد الاقتصادي باليمن

 في نسيج السياسة اليمنية المعقد، يبرز الدكتور واعد باديب، كشخصية قوية وسط العواصف الهائجة التي تحاصر اليمن من كل زاوية.  بتفاني ولا يتزعزع، فهو يعمل بلا كلل من كل مكان يقف فيه لتصحيح محنة البلاد والمساهمة بنبل في استعادة دولتها.  يبحر الدكتور واعد باديب، وزير التخطيط والتعاون الدولي، بشجاعة في المستنقع الذي سقط فيه اليمن، مجسداً إرث والده اللامع المفكر والكاتب والصحفي والسياسي والمنظر الكبير وصانع تاريخ الجنوب المرحوم عبد الله عبد الرزاق باذيب أحد قادة الجبهة القومية للتحرير  في أواخر القرن العشرين

 إن رحلته ليصبح وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي، وهو المنصب الذي تولاه في 18 ديسمبر 2020، هي شهادة على خبرته المتعددة الأوجه والتزامه الثابت بتنمية البلاد .

 وقبل توليه قيادة وزارة التخطيط والتعاون الدولي، كان الدكتور باذيب قد ترك بصمة لا تمحى في مختلف مجالات الحياة العامة اليمنية.  يتضمن مساره المهني العمل كمستشار للبنك المركزي اليمني اعتبارًا من يناير 2019، وهو المنصب الذي كانت فيه رؤيته الاقتصادية الثاقبة مفيدة بلا شك.  وقبل ذلك، تولى منصب وزير النقل في حكومة الوفاق الوطني من 2011 إلى 2014، أظهر خلالها نهجا ثاقبا لتطوير البنية التحتية وسياسات النقل في الوزارة.

 إن الخلفية الأكاديمية للدكتور واعد باذيب لامعة مثل مسيرته المهنية.  وهو خريج متميز من جامعة بونا في الهند، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد مع مرتبة الشرف.  وتعكس أطروحة الدكتوراه التي قدمها، والتي تركز على السياسة النقدية ودورها في تحقيق الاستقرار للاقتصاد اليمني، التزامه العميق بفهم ومعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.  ومما يؤكد هذه البراعة الأكاديمية حصوله على درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية، مع التخصص في الاقتصاد المالي والنقدي، مع مرتبة الشرف في عام 2003.

 إلى جانب الخدمة الأكاديمية والحكومية، كان الدكتور باذيب مشاركًا نشطًا في العديد من الفعاليات والمنتديات الوطنية والعربية والدولية.  وتشهد مساهماته في اتحاد طلاب الشباب على هذه المستويات في تفانيه من اجل تعزيز التعاون والحوار.  علاوة على ذلك، فإن تمثيله لليمن في اللجان الوزارية للعالم العربي والندوات الدولية حول الاقتصاد والنقل يسلط الضوء على دوره كسفير عالمي للمصالح الاقتصادية اليمنية.

 ويتجلى اتساع خبرة الدكتور واعد باذيب في مشاركته في مشروع التصالح والتسامح الجنوبي وكان له دور كبير في تأسبس الحراك الجنوبي السلمي.  وتدل هذه المبادرات، ، على التزامه بتجاوز الانقسامات وبناء مستقبل متناغم للجنوب .

 وبالنظر إلى فترة عمله كوزير للنقل، فإن إنجازات الدكتور باذيب ليست أقل من رائعة.  أدت رؤيته الإستراتيجية وتخطيطه الدقيق إلى تغييرات تحويلية تردد صداها في جميع أنحاء البلاد.  وباعتباره أحد رؤساء اللجان الحكومية المتخصصة في المعالجات الاقتصادية، لعبت سياساته دورًا محوريًا في توجيه اليمن عبر المياه الاقتصادية الصعبة الى شواطئ الامان.

 وفي ظل سجله المتميز ومساهماته الكبيرا، فقد اكتسبت الدعوات لتولي الدكتور واعد باذيب  دور رئيس الوزراء زخما.  ولا ينبع الدعم من فطنته الاقتصادية وبراعته الإدارية فحسب، بل أيضًا من التزامه الثابت بالقيم والمبادئ الوطنية والثورةي .

 وفي الختام، فإن رحلة الدكتور واعد باذيب من التفوق الأكاديمي إلى القيادة الحكومية هي قصة منسوجة بخيوط التفاني والبصيرة والالتزام.  وفي الوقت الذي تقف فيه اليمن عند منعطف حاسم، تتصارع مع تحديات متعددة الأوجه، تمثل قيادة الدكتور باذيب منارة أمل وشهادة على القوة التحويلية للقيادة الحكيمة في تشكيل مصير الشعب.