تحليق الإنسان في فضاء الحرية والتعايش

الإنسان خُلق ليحلق، ليس بأجنحة الجسد، بل بأجنحة الروح والإيمان. في حين يُدرك الإنسان جوهر وجوده، ويؤمن بأنه كائنٌ مكلَّف بالسمو فوق الحدود الخارجية، فيكون الإيمان هو الريح الذي يعكسه نحو أفقر الحرية والتعايش. إن الإيمان بالحق لا يُقيد الإنسان، بل يُطلقه من أغلال الأنانية والخوف، ليجدو سفيرًا البنفسجي والمحبة في هذا العالم.

الحرية ليست مجرد كسر القيود الظاهرة، بل هي تحرير القلب والعقل من الالكترونيات الكراهية والتعصب. إنها عالمية التي اخترعت لتكون باحثة تطوعية، ويتأمل جمال التنوع في الوجود، ويرى في التنوع الثقافي والديني والعراقي منصة للتكامل بين البشر الخالقين. وعندما يتناغم الإنسان مع هذا الفضاء، يصبح التعايش الطبيعي هو السبيل لتحقيق السعادة الحقيقية.

التعايش هو الأعظم التخرجية، وهو دليل على ناضجة الروح وما بعدها. وهي القدرة على تقبّل الآخر بكل ما عصره من الإكتشافات، والاعتراف والاعتراف بنا جميعا أغصان في شجرة واحدة، وجذورنا ت تؤدي في نفس الرطوبة النسبية، بدت لنا أغصاننا متباعدة. عندما ييي الإنسان هذه الحقيقة، يحقق السلام الداخلي، ويمكن أن يصبح قادرًا على بناء مجتمعات تعتمد على المحبة والتفاهم.

السعادة، التي تصيب الإنسان بفطرته، لا تُدرك إلا في ظل التعايش والوئام. فهي ثمرة الجهد الذي تريد وتبذل روابطنا مع الآخرين. إن السعادة الأساسية ليست في الانعزال أو التمسك بها، بل في مشاركة الحياة مع من حولنا، في بناء جسور المحبة التي تتصل بقلوبنا بقلوب الآخرين، حيث نرى الآخر كشريك في هذه الرحلة الإنسانية.

عندما يحلق الإنسان في فضاء الحرية والتعايش، وأن الإيمان هو القوة التي تستطيع القدرة على الارتقاء، والتغلب على كل التحديات التي تواجهه. فالإيمان لا يضع نطاقًا أمام الإنسان، بل يُلهمه ليعيش حياة واسعة، مليئة بالمعاني، حياة تُثريها العلاقات الإنسانية المبنية على الحب والاحترام.

يبدأ تحليلنا الحقيقي عندما نرى في كل وجهٍ انعكاسًا للجمال الإلهي، وفي كل اكتشاف فرصة للتعلم والنمو. في وحدتنا تتحقق إنسانيتنا، وفي محبتنا لا نرسم للعالم طريقًا نحو السلام.

فلنحلق بأجنحة الإيمان والوحدة، ولنكن نورًا يُهدي هذا العالم و جناح لهذا الطائر الذي يُدعى الإنسان، ولنساعده على التحليق في سماء الحرية والتعايش، حاملين معنا السعادة التي نزرعها في كل أرض نحلّق فوقها.

ودمتم في كنف الله سالمين المؤيدين.