( من تاريخ رجالات اليمن) القائد عبدالرحمن الجعري .. سيرة جهادية خالدة لا تمحيها الأيام والسنين
كتب/د. الخضر عبدالله
خلدت الملاحم البطولية الأسطورية التي قدمتها الفرقة الخامسة عمالقة. وبقية فرق قوات العمالقة الجنوبية، وهي إحدى القوى العسكرية اليمنية التي لعبت دورًا محوريًا في الصراع الدائر في البلاد، خاصة في مواجهة جماعة الحوثيين. تشكلت هذه القوة بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتضم في صفوفها آلاف المقاتلين من مختلف المحافظات اليمنية، وخاصة المحافظات الجنوبية.
وتعود أصل تسمية قوات العمالقة إلى رغبة القائمين على تشكيل هذه القوة في تكوين قوة عسكرية ضاربة وقادرة على تحقيق انتصارات ميدانية حاسمة.
وتأسست قوة العمالقة لتحقيق الأهداف التالية:
-مواجهة الحوثيين: كانت القوة من أبرز القوى التي شاركت في عمليات عسكرية
-مواجهة الحوثيين: كانت القوة من أبرز القوى التي شاركت في عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الحوثيين في العديد من الجبهات، خاصة في الساحل الغربي.
-استعادة المناطق المحتلة: ساهمت قوة العمالقة في استعادة العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة الحوثيين، مثل مدينة المخا ومناطق واسعة في محافظة تعز.
-دعم الشرعية: تعتبر قوة العمالقة إحدى أذرع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وتعمل تحت قيادتها.
الجعري .. القائد البارز
ومن أولئك الأبطال الذين انتفضوا لمواجهة ذلك العدوان الحوثي الإجرامي واستطاعوا بعزيمتهم وإصرارهم وبإمكانيات بسيطة مواجهة تلك الآلة العسكرية الضخمة المدججة بأحدث أنواع الأسلحة المتنوعة، وطرد تلك العصابات البربرية من عدن ولحج وأبين وجميع المحافظات الجنوبية يجرون أذيال الهزيمة والخيبة والذل والعار، ولم يكتفوا بذلك بل طاردوهم إلى كل مكان يتواجدون فيه، حاملين أكفانهم على أكفهم ومقدمين أرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون من غالٍ ونفيس قربانا لعزة الدين وكرامة الأرض.
القائد المجاهد عبد الرحمن بن مبارك الجعري ( إبو عمر)، كان واحدا من تلك القيادات الميدانية البارزة في معارك التصدي لمليشيات، والذي حفر اسمه بحروف من ذهب في التاريخ المعاصر لما قدمه من دور عظيم وجليل في مقارعة العدو المليشياوي الإجرامي في كل من عدن وأبين ولحج وصولا إلى جبهات الساحل الغربي، لما يتمتع به من براعة قتالية وذكاء عسكري فريد.
ولعب القائد (الجعري)، أدوار كبيرة في عملية تحرير العاصمة عدن في 2015 وكان أحد أعمدة المعركة، وقبلها خاض المعارك مع رفقاء دربه في دماج بمحافظة صعدة معقل المليشيات الحوثية، وقاد أشرس المواجهات التي ارعب بها الحوثيين، في جبهات محافظة أبين، وفقاً لما أكده قيادات بارزة رفيعة المستوى.
عرف عن القائد المجاهد ( الجعري) الزهد والأخلاق العالية والعزة والكرامة والشرف والأمانة والنزاهة والشجاعة والتواضع الجم، وكان من أول الملبين لداعي الجهاد ضد مليشيات البغي الحوثية، فهجر مضجعه وبيته متنقلا بين الجبهات القتالية ضد الحوثي الرافضي .من عدن إلى لحج ثم أبين ومكيراس فباب المندب والمخا .
لم يكتفِ ( الجعري) بتحرير عدن وأبين ولحج وبقية مدن ومحافظات الجنوب، بل واصل مسيرته الجهادية ضد مليشيات الحوثي الروافض في جبهات الساحل الغربي بعد أن جمع حوله مقاتلين من خيرة أبناء الجنوب.
بعد ذلك تم تعين القائد ( الجعري) قائدا للفرقة الخامسة عمالقة وأشرف على ترتيبها، حتى اصبح يعرف بمرعب الحوثيين في حريب وبيحان.
القائد الجعري وترحيب شبوة
وحينما دخلت قوات الفرقة الخامسة عمالقة بقيادة ( الجعري) شهدت محافظة شبوة جنوبي اليمن، ترحيباً واسعاً بوصول قواته العسكرية الجنوبية، التي تحركت لإطلاق عملية تحرير مديريات بيحان الثلاث المسلمة طوعياً من قبل مليشيا الإخوان في وقت سابق
كما أحكم القائد الجعري قوات الفرقة الخامسة عمالقة الجنوبية بسيطرتها العسكرية والأمنية بالمناطق التي تقع في مسرح عمليات الفرقة الخامسة، بمديرية عين بمحافظة شبوة ومديرية حريب جنوب محافظة مأرب، خلال الفترة الماضية التي شهدت استقرارا أمنيا كبيراً.
الجعري .. مهندس الصلح القبلي شبوة ومأرب
حققت الفرقة الخامسة عمالقة نجاح أمني غير مسبوق في تأمين مديرية عين وحريب بعد أن تم دحر مليشيا الحوثي الإيرانية، بعملية إعصار الجنوب، وتشديد الإجراءات الأمنية لمنع حدوث اي اختلالات قد تزعزع أمن واستقرار المواطنين.
القائد (الجعري) رجل السلم والحرب، نجح في احتواء جميع القبائل في مديرية عين، وهندس صلح قبلي في مديرية عين بشبوة، وأنهى بحنكته عمليات الاقتتال بين رجال القبائل على خلفية الثأر، يأتي ذلك ضمن أبرز الإنجازات الأمنية للفرقة الخامسة عمالقة.
وقد عقد ( الجعري) صلح قبلي بين قبائل وادي عين بمديرية عين، قضى الصلح بمنع إطلاق النار والثأر لمدة ثلاث سنوات.
وتجاوز الخلافات والثأرات وحل المشاكل الاجتماعية، ولقي ذلك الأمر ارتياح واسع من قبائل وادي عين، الذي رحب رجالها بما تم الإتفاق عليه من حكم التحكيم الذي أصدره ( الجعري)، لتعزيز التلاحم الشعبي والتعاون بين أبناء المجتمع.
كما وجه ( الجعري) بالتنسيق والتعاون مع القبائل بالمديرية بمنع إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات الاجتماعية والالتزام بالتعليمات التي تساهم في حفظ أمن وسلامة المواطنين بحريب.
وعبر أهالي مديرية حريب بمنع إطلاق النار في مناطقهم الذين وجهوا رسالة شكر إلى القائد ( الجعري) قائد الفرقة الخامسة لم يبذله من جهود كبيرة لتأمين مديريتهم من اي فوضى أمنية.
كما أنهاء ( الجعري) نزاع مسلح بين قبيلتي المصعبين وبلحارث، في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، ، نتيجة خلاف نشب حول ملكية إحدى المناطق بالمديرية. وفور إندلاع الاشتباكات بين رجال القبيلتين دفع القائد ( الجعري) قوات من الفرقة الخامسة عمالقة جنوبية، بوحدات قتالية خاصة من قوات الاحتياط، إلى منطقة الساق وهي المنطقة التي اختلف الطرفان على ملكيتها، وتمركزت وحدات الفرقة الخامسة عمالقة، في موقع الاشتباكات التي توقفت فور وصول القوات، لتبدأ عملية فض النزاع المسلح واحتواء الطرفين المتنازعين، وحل الخلاف بينهم. وأسهم سرعة تحرك الوحدات الخاصة والوصول إلى موقع الاشتباكات، في عدم سقوط جرحى وقتلى من رجال القبائل، الذين كانوا قد بدأوا خوض المواجهات المسلحة التي روعت النساء والأطفال. وانتهى تدخل ( الجعري) بقوات العمالقة الجنوبية، بتشكيل لجنة محايدة من قبيلتي المصعبين وبلحارث، تتولى مهمة الخروج بلحول جذرية للخلاف دون العودة إلى استخدام القوة والسلاح. ولقي تدخل الفرقة الخامسة عمالقة جنوبية، في فض نزاع القبائل بمديرية عسيلان، ارتياح شعبي كبير، من أبناء المنطقة، الذين ثمنوا جهود واهتمام القيادة العليا بمتابعة النزاع عن كثب والحفاظ على أرواح المدنيين، وسرعة تحرك الوحدات وانتشارها الذي ضمن عدم سقوط جرحى وقتلى. وسبق أن قامت الفرقة الخامسة بفض نزاعات الثأر والخلافات حول الحدود القبلية بين رجال القبائل في مديريات عين وعسيلان بشبوة، وحريب بمأرب، والتي كانت تنتهي دائما بحلول جذرية تحفظ حقوق المتنازعين دون العودة إلى القتال.