تغيير قواعد اللعبة في الحديدة والبحر الأحمر.. تطور عسكري في البحر الأحمر بعد فوز ترامب وخسائر عسكرية في الحديدة وتفاصيل مصرع 212 قياديا
(الأول) متابعة خاصة:
بعد تصعيد مليشيات الحوثي هجماتها على جبهات الساحل الغربي في اليمن تغييرات وتطور عسكري جديد في البحر الأحمر، عززت مهمة الاتحاد الأوروبي "أسبيدس" قوتها البحرية بعد ساعات من إعلان فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بولاية رئاسية ثانية. أعلنت المهمة الأوروبية عن انضمام المدمرة الحربية الإيطالية "ITS CAIO DUILIO" إلى أسطولها الحربي في المنطقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز عمليات تأمين ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
في بيان رسمي، رحبت مهمة "أسبيدس" بالمدمرة الإيطالية وطاقمها، مشيرة إلى أن المدمرة وطاقمها "سيلعبون دوراً حاسماً في دعم مهمة أسبيدس من خلال المساهمة في ضمان حرية الملاحة في جميع أنحاء منطقة العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن".
ويأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث يتوقع محللون تصعيداً في الحرب ضد الحوثيين في اليمن مع مجيء إدارة ترامب، الذين يرون أن المليشيات الحوثية قد تحاول "تهدئة" الولايات المتحدة من خلال عمليات تهريب تحت الطاولة.
وتهدف مهمة "أسبيدس" الأوروبية بشكل أساسي إلى حماية السفن التجارية وتأمين الممرات البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن من الهجمات المتزايدة التي تشنها مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب الدولية). وأشارت المهمة في بيانها إلى أن تعزيز الحضور البحري الأوروبي في المنطقة يأتي في سياق الردع ضد المليشيا الحوثية، التي تهدد أمن وسلامة الملاحة في هذه المياه الاستراتيجية.
منذ 19 نوفمبر 2023، تكثف مليشيا الحوثي هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة وزوارق مفخخة، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى تعزيز وجوده البحري في المنطقة. هذه الهجمات، التي تتبناها مليشيا الحوثي بشكل علني، يتم الإشراف عليها من قبل خبراء في الحرس الثوري الإيراني، وقد زعمت المليشيا أنها تأتي "تضامناً مع الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي عليه.
ورغم تبريرات الحوثيين، فإن هذه الهجمات لم تغير شيئاً في مسار العدوان الإسرائيلي على غزة، بل توسعت لتشمل مناطق أخرى مثل الجنوب اللبناني ضد حزب الله. كما تسببت هذه الهجمات في خسائر اقتصادية كبيرة لدول المنطقة، بما في ذلك اليمن ومصر، وأدت إلى عرقلة حركة الملاحة البحرية في منطقة تعتبر من أهم ممرات التجارة العالمية، حيث يمر عبرها نحو 12% من حركة التجارة البحرية الدولية.
ومع استمرار تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، يشير البعض إلى أن تعزيز الحضور العسكري الأوروبي قد يكون بداية لتوجهات أكثر صرامة في مواجهة هذه التهديدات، خاصة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي قد تدفع لمزيد من التصعيد في المنطقة.
بداية الحصاد مصرع 212 قياديا حوثيا:
تواصل مليشيات الحوثي تصعيد هجماتها على جبهات الساحل الغربي في اليمن، لكن الخسائر البشرية الفادحة التي تتكبدها تبدو مقلقة للغاية، حيث أفادت مصادر عسكرية أن أكثر من 212 من قياداتها قتلوا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، في وقت تتكتم فيه المليشيا على تفاصيل هذه الخسائر.
منذ مطلع أكتوبر الماضي، أعلنت المليشيا الحوثية عن تشييع 31 قيادياً حوثياً فقط، من بينهم ضباط برتب عسكرية مختلفة، دون أن تحدد مكان وزمان مقتلهم، وهو ما يعكس حجم الخسائر الفادحة التي يواجهها الحوثيون في جبهات القتال. بينما تشير تقارير أخرى إلى أن العدد الحقيقي للقتلى من قيادات المليشيا يصل إلى أكثر من 212 ضابطاً منذ مايو حتى أكتوبر، في ضوء القتال المستمر في مختلف الجبهات.
في المقابل، تواصل القوات المشتركة في الساحل الغربي التصدي للهجمات الحوثية، حيث أفشلت، فجر اليوم الأربعاء، هجوماً شنته المليشيا في قطاع "الحيمة الساحلية" بمحافظة الحديدة. وقالت مصادر عسكرية إن وحدة المدفعية التابعة للواء الأول زرانيق استهدفت تجمعات الحوثيين الذين حاولوا التقدم باتجاه مواقع القوات المشتركة في المنطقة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف المليشيا.
كما أضافت المصادر أن الاشتباكات في جبهة الحيمة استمرت لساعات، وسط تعزيزات من الحوثيين في محاولة للسيطرة على مناطق جديدة. هذا التصعيد الحوثي يأتي في وقت حساس، حيث شهدت الجبهات القتالية في الحديدة تصاعداً ملحوظاً في المعارك منذ بداية أكتوبر، تزامناً مع تحركات مشابهة على جبهات الضالع.
تسعى المليشيا الحوثية في هذا التصعيد إلى تحقيق مكاسب معنوية أو اختراقات ميدانية، رغم أن المعارك المتواصلة تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. ورغم محاولاتها إخفاء هذه الخسائر، فإنها تُقر في إعلامها الرسمي بمقتل العديد من قياداتها عبر تشييع جثامينهم، وهو ما يؤكد على حجم الهزائم المتتالية التي تواجهها في الميدان.
في الوقت ذاته، يرى مراقبون أن الحوثيين يواصلون هذا التصعيد العسكري في محاولة لرفع معنويات مقاتليهم وتوجيه رسائل سياسية في ظل المواقف الدولية التي تدعو إلى السلام، لكن استمرار هذه الخسائر قد يؤدي في النهاية إلى انهيار جبهتهم العسكرية وفتح المجال أمام الحكومة اليمنية لاستعادة الأراضي التي يسيطرون عليها.