لغز اختطاف (عشال) لا إجابة حتى اللحظة!!.. (الأول) يسرد تسلسل الأحداث  

لغز اختطاف (عشال) لا إجابة حتى اللحظة!!.. (الأول) يسرد تسلسل الأحداث  

(الأول) خاص:

لا يزال الغموض يلف مصير المقدم علي عشّال، قائد كتيبة في الدفاع الجوي، الذي اختطف واخفي قسراً منذ خمسة أشهر في مدينة عدن (جنوب اليمن)، وسط تلاعب أمني بالقضية، وتصعيد شعبي وقبلي في العاصمة المؤقتة ومحافظة أبين المجاورة، التي ينتمي إليها الضحية.

وعلى الرغم من مرور فترة طويلة على الحادثة التي أثارت موجة واسعة من الاحتجاجات الشعبية والقبلية، وتحولت إلى قضية رأي عام، ورغم التعهدات الأمنية رفيعة المستوى بضبط الجناة وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، إلا أن لغز الاختطاف والإخفاء القسري بقي دون إجابة حتى اللحظة.

قصة المقدم عشّال الغامضة تعود إلى منتصف يونيو الماضي، وتحديداً في يوم 12 من الشهر، عندما اختطفه مسلحون يستقلون مركبة من نوع “نوها فوكسي” في منطقة التقنية بعدن، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، وقوبل ذلك باستهجان حقوقي وشعبي واسع.

هذه العملية التي باتت بلا ملامح تشير تفاصيلها إلى أن وراءها قيادات سياسية وعسكرية رفيعة، وقد ألقت بظلالها على المشهد الأمني في عدن وأبين، وشهدت المحافظتان احتجاجات وتوترات أمنية وقبلية متسارعة، تراوحت بين المواجهات والتقطعات والاختطافات، خاصة في ظل تأخر التحقيقات في القضية وانعدام الشفافية في التعامل مع الجهود المبذولة للكشف عن مصير المقدم علي عشّال الذي ينحدر من محافظة أبين.

التقرير الأخير لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة تناول القضية، واصفاً إياها بـ”الحادثة الأمنية الخطيرة”، مشيراً إلى أنها “أدت إلى أزمة داخلية تسببت في أعمال شغب في عدن وأبين”.

وذكر التقرير أنه “على الرغم من إلقاء القبض على العديد من المشتبه فيهم، إلا أن القضية لم تُحسم بعد، ولم يُلقَ القبض حتى الآن على المشتبه فيه الرئيسي”.

فيما يلي نعرض في هذا  التقرير المزمن أبرز الأحداث المتعلقة بالقضية منذ يومها الأول:

12 يونيو 2024 – اختطاف المقدم علي عشّال:

اختُطف المقدم علي عشّال، قائد كتيبة في الدفاع الجوي، من قبل مسلحين في منطقة التقنية بعدن. تم اقتياده إلى مكان مجهول، ولا يزال مصيره غامضاً حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

17 يونيو 2024 – قطع الطريق الدولي من قبائل الجعادنة:

في رد فعل على اختطاف ابنهم، قامت قبائل الجعادنة في محافظة أبين بقطع الطريق الدولي بين عدن وشبوة، في خطوة احتجاجية للضغط على السلطات من أجل كشف مصير المقدم علي عشّال.

2 يوليو 2024 – احتجاجات من قبائل أبين:

نظمت قبائل أبين احتجاجات حاشدة في مديرية زنجبار تطالب بالكشف عن مصير المقدم عشّال، ثم توجهوا إلى عدن لتنظيم المزيد من التظاهرات للضغط على الجهات المعنية.

3 يوليو 2024 – بيان من إدارة أمن عدن:

أصدرت إدارة أمن عدن بياناً رسمياً يفيد بالقبض على أحد المشتبه بهم في القضية، وهو المتهم سميح عيدورس النورجي، قبل أن يتم إطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة حسب البيان، وذلك بضمانة من قائد قوات مكافحة الإرهاب في قوات الانتقالي، يسران المقطري.

5 يوليو 2024 – اشتباكات مع العصابة المتورطة:

اندلعت اشتباكات بين قوات أمنية وعصابة مشتبه بها في اختطاف المقدم عشّال، ما أسفر عن مقتل الجندي عبدالله الشكلي أثناء محاولة الهجوم على سائق الحافلة المستخدمة في عملية الاختطاف.

9 يوليو 2024 – إيقاف يسران المقطري للتحقيق:

قررت اللجنة الأمنية العليا (من الدفاع، والداخلية)، إيقاف قائد وحدة مكافحة الإرهاب، يسران المقطري، وإحالته للتحقيق في ارتباطه بقضية اختطاف المقدم علي عشّال.

14 يوليو 2024 – تدخل النائب العام:

كلف النائب العام، القاضي قاهر مصطفى، القاضي عزام إبراهيم رئيس المكتب الفني بديوان النيابة العامة بالتحقيق في القضية، نظراً لتحولها إلى قضية رأي عام.

16 يوليو 2024 – مظاهرة في ساحة العروض “مليونية عشّال”:

رغم القمع والاعتقالات الواسعة من قبل عناصر وقوات الانتقالي، نظمت قبائل أبين مظاهرة تحت عنوان “مليونية عشّال” في ساحة العروض في خور مكسر، مطالبة بالكشف عن مصير المقدم عشّال.

28 يوليو 2024 – مهلة جديدة من قبائل أبين:

عقدت قبائل أبين لقاءات موسعة في عدن، ومنحت السلطات مهلة حتى 2 أغسطس للإفراج عن المقدم علي عشّال، مهددة بالتصعيد في حال عدم استجابة السلطات لمطالبهم.

1 أغسطس 2024 – فرار يسران المقطري:

أعلنت إدارة أمن عدن عن فرار قائد وحدة مكافحة الإرهاب، يسران المقطري، ونائبه سامر الجندب إلى خارج البلاد في 16 يونيو، وأصدرت مذكرة ضبط قهرية بحقهما لاتهامهما في قضية اختطاف المقدم عشّال.

2 أغسطس 2024 – رد المقطري:

رد يسران المقطري على بيان إدارة أمن عدن، منتقداً البيان ووصفه بالهزيل، مطالباً إدارة الأمن بإثبات اتهاماتها ضدّه بأدلة ملموسة.

3 أغسطس 2024 – مظاهرة ثانية:

نظمت قبائل أبين مظاهرة ثانية في ساحة العروض بعدن أطلقوا عليها “المليونية الثانية”، وتمكنت من إقامة التظاهرة رغم محاولات قوات الانتقالي لوقفها، وأسفرت الاشتباكات عن وقوع إصابات بين الحشود برصاص قوات الانتقالي.

7 أغسطس 2024 – تصريحات وزارة الداخلية:

أعلنت وزارة الداخلية أن السلطات القضائية في عدن لم تصدر أي أوامر ضبط بحق المتهمين في قضية اختطاف المقدم علي عشّال، في مقدمتهم يسران المقطري قائد وحدة مكافحة الإرهاب في قوات الانتقالي.

17 أغسطس 2024 – اعتصام مفتوح في زنجبار:

أعلنت لجنة متابعة قضية المقدم عشّال عن بدء اعتصام مفتوح في زنجبار احتجاجاً على تجاهل السلطات لمطالبهم بالكشف عن مصير المقدم، مؤكدةً استمرار الاعتصام حتى الكشف عن مصيره وإطلاق سراحه.

15 سبتمبر 2024 – قطع الطريق الدولي مجدداً:

عاودت قبائل أبين قطع الطريق الدولي بين عدن وشبوة، في خطوة تصعيدية جديدة للضغط على السلطات لاستئناف التحقيقات وكشف مصير المقدم علي عشّال.

12 أكتوبر 2024 – اجتماع قبائل أبين:

عقدت قبائل أبين اجتماعاً تشاورياً لبحث خيارات جديدة للتصعيد في قضية اختطاف المقدم علي عشّال، مستنكرة تقاعس السلطات الأمنية في عدن في الكشف عن مصيره.

6 نوفمبر 2024 – إعلان حول مصير “عشّال”:

أعلن المحامي عدنان الجنيدي، عضو الفريق القانوني المتابع لقضية “عشال”، أن معلومات جديدة تفيد بأن المقدم علي عشّال ما زال على قيد الحياة ويحتجز في محافظة عدن، ولم يُنقل إلى مكان آخر.

11 نوفمبر 2024 – قطاع قبلي جديد:

أقام مسلحون قبليون من قبيلة الجعادنة قطاعاً قبلياً على الطريق العام في منطقة “لحمر” بمديرية مودية، مطالبين بالكشف عن مصير المقدم علي عشّال، في خطوة تصعيدية جديدة، حيث منعوا مرور المركبات العسكرية.

وبعد خمسة أشهر من اختطاف المقدم علي عشّال، تتفاقم الأزمة أكثر فأكثر، ويزداد الوضع تعقيداً وسط حالة من الغموض الشديد تحيط بالقضية.

ومع استمرار التأخير في التحقيقات والتلاعب الأمني، يواصل أهالي المقدم وأبناء قبيلته تصعيد احتجاجاتهم بشكل متزايد، في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن استقرار الوضع الأمني في المنطقة.

وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، يواصل المجتمع المحلي مطالبته الجهات المعنية بالقيام بواجبها في الكشف عن مصير المقدم علي عشّال ومحاسبة المسؤولين عن اختطافه. ومع استمرار الغموض حول مصيره، يزداد الضغط الشعبي والقبلي على السلطات المحلية في عدن، مما يفاقم الأزمة ويفتح الباب أمام تساؤلات حادة حول مصير التحقيقات.