ما الذي ستفعله إدارة ترامب لإضعاف قدرات الحوثيين وتأمين الملاحة البحرية؟
قالت مجلة أمريكية إن إدارة دونالد ترامب القادمة ستتبنى موقفا أكثر عدوانية تجاه الهجمات الحوثية، مشيرة إلى أن ترامب قد يتعامل مع التهديدات الحوثية على غرار إجراءاته ضد داعش في ولايته الأولى، ومتوقعة أن يتم هزيمة الحوثيين خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته الجديدة.
وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست"، في تحليل لأحد باحثيها، إلى أن سياسة إدارة بايدن الحالية أعاقت رغبة البحرية الأمريكية في التعامل مع التهديدات الحوثية بشكل أكثر قوة وحسما.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندر كينج، قد قال إن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، لن يقبل باستمرار استهداف الحوثين السفن الأمريكية والتجارية في البحر الأحمر.
- ضجيج إعلامي
المحلل العسكري العميد محمد الكميم: "مسألة البحر الأحمر هي ما كانت تنتظره مليشيا الحوثي منذ فترة طويلة، وما كانت تعد له منذ زمن، وهي معركة أرادتها، وتتعلق بقضية غزة العادلة، وإلا فكلنا نعلم أنها مليشيا وذراع إيرانية، وشرطي إيراني في المنطقة".
وأضاف: "مليشيا الحوثي أرادت بهذه المعركة أن تثبت وجود إيران في المنطقة، وتبتز العالم بهذه المعركة، التي نظن أنها ليست بالمعركة -كما تقول مليشيا الحوثي-؛ لأن ما تقوم به في البحر الأحمر هو عبارة عن شغل عصابات إرهابية إجرامية فقط لتؤذي العالم ومصالح العالم في المنطقة، وتؤذي مصالح اليمن بدرجة رئيسية".
وتابع: "نعلم أن ما تقوم به المليشيا في البحر الأحمر لم يقدم أي فوائد لصالح معركة أبناء غزة، أو لصالح فلسطين عموما، ولكن تضرر منها العالم، إضافة إلى الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر، مصر والأردن على وجه الخصوص".
وأردف: "التحالف الدولي لم يفشل في تحييد القدرات العسكرية للحوثيين، بقدر ما هي رغبة أمريكية - بريطانية في هذا الاتجاه، وهم دائما ما يقولون نحن نريد أن نحد من القدرات الحوثية، أو نريد أن نقلّص من هذه القدرات، ولم يقولوا في لحظة من اللحظات أنهم يريدون إنهاء هذه المليشيات، أو إنهاء هذا الخطر، فقط كان السعي للحد من هذه القدرات".
وزاد: "ولذلك نلاحظ أنه، خلال عام كامل، رغم وضوح الرؤية للعالم ووضوح الرؤية لكل متابع لأحداث البحر الأحمر إلا أن هناك قصورا كبيرا، وتحولت القوات المتواجدة في البحار إلى قوات مدافعة، بل إنها تحولت أهدافا للحوثي، ومهمتها دفاعية فقط".
وقال: "نلاحظ أن الضربات الأمريكية، خلال عام كامل، لم تكن بتلك القدرات، التي نستطيع أن نقول إنها تحد من قدرات الحوثي، فلم تصب مخازن الأسلحة الحوثية، ولم تصب منصات إطلاق الصواريخ، ولم نسمع أنها قتلت قياديا حوثيا معروفا، أو أنها شكلت ضررا للحوثي بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "ما تقوم به أمريكا وبريطانيا، حتى الآن، عبارة عن ضجيج إعلامي، فقط بيانات من الحوثي وبيانات من الجانب الأمريكي - البريطاني، لكننا لم نرَ ذلك الأثر الذي نستطيع أن نقول إن هناك حربا حقيقية ضد المليشيا الحوثية، أو أن الحوثي يقوم بضرب أهداف عسكرية بحرية، أمريكية أو بريطانية، او حتى إسرائيلية".
- عواقب كارثية
يقول الباحث الأول في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، عبد الغني الإرياني: "إدارة ترامب ستكون عواقبها كارثية على اليمن، فهي تنوي استخدام تصنيف الحوثيين منظمة أجنبية إرهابية، وهذا سيعطل كثيرا من مصالح الناس، وخاصة تحويلات المغتربين إلى أسرهم في اليمن".
وأضاف: "العمل هذا -للأسف- يضر بالشعب ضررا كبيرا، ولا يضر بحركة الحوثي إلا ضررا بسيطا، فهذا سيكون من الأشياء السلبية التي تأتي مع ترامب".
وتابع: "أما بالنسبة للتصعيد العسكري، فأنا لا أرى مجالا لتصعيد أكثر من الذي يجري الآن، ربما الخطوة التالية، التي هددوا بها ولم يقوموا بها بعد، هي استهداف القيادات الحوثية، ونحن نعرف أن القيادات الحوثية موجودة تحت الأرض، وسيكون القصف في غالبه على أهداف مدنية، قد يلحقوا الضرر ببعض قيادات الحوثي، لكن سيقتل كثير من المواطنين اليمنيين الأبرياء".