مؤشرات المعركة الفاصلة.. طارق يرفع الجاهزية والحوثي يحشد والحكومة تعلن وتحركات دولية (تفاصيل)
(الأول) خاص:
تزايدت مؤشرات تحرير العاصمة صنعاء من قبضة ميلشيا الحوثي مؤخراً بشكل كبير.. ونشطت الحكومة الشرعية وقياداتها العسكرية بتجهيز عدد من الجبهات على مختلف الاصعدة.
ويوم امس اعلن طارق محمد صالح رفع الجاهزية لمواجهة الحوثيين عسكريا. وقال صالح انه يجب اسقاط جماعة الحوثي بالقوة المسلحة.
ويوم الجمعة اعلن في العاصمة السعودية الرياض عن لقاء عسكري هام. حيث استقبل قائد القوات_المشتركة الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، في مقر قيادة القوات المشتركة في الرياض، كلًا من عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، ووزير الدفاع اليمني محسن الداعري ورئيس هيئة الأركان للجيش اليمني الفريق صغير بن عزيز.
وصف وزير الإعلام معمر الإرياني، في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، خطاب عبدالملك الحوثي الأخير بأنه باهت ومرتبك، مشيراً إلى أن زعيم الحوثيين يعيش حالة من "الغيبوبة السياسية"، غير مدرك للزلزال السياسي الذي ضرب المنطقة، وأدى إلى انهيار المشروع التوسعي الإيراني الذي بُنيت دعائمه على مدار أربعة عقود.
وأكد الإرياني أن الحوثي بدلًا من الاعتراف بأخطائه والاعتذار لليمنيين، لجأ إلى تكرار لغة التهديد والتخويف، مستنسخًا خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي استخدم ذات النبرة البائسة لترويع اللبنانيين. وأشار إلى أن الخطاب الحوثي يعكس الفكر المتطرف والعنيف الذي يروّج له محور طهران، ويُظهر مدى ارتباط الجماعة بالمشروع الإيراني المزعزع لأمن واستقرار المنطقة.
وقال الإرياني إن سقوط المحور الفارسي، الذي تجسد في انهيار إيران في سوريا وهزيمة حزب الله، كان يتطلب من الحوثي تقديم خطاب يعبر عن مراجعة الذات واعتذار لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدار سنوات.
وأضاف الوزير أن اليمنيين أصبحوا اليوم أكثر عزيمة على استعادة وطنهم من قبضة مليشيات الحوثي، بعد معاناة استمرت لعقد كامل. وأكد أن الشعب اليمني عازم على استعادة هويته الوطنية والعربية، مهما بلغت التضحيات.
وختم الإرياني بالقول إن اليمن سيظل جزءًا من محيطه العربي، وسيواصل نضاله لاستعادة سيادته وكرامته. وشدد على أن الشعب اليمني مستعد لدفع المزيد من التضحيات لتحقيق النصر، مشيرًا إلى أن ساعة الخلاص اقتربت.
وأمس الخميس، قال زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، إن جماعته دربت مئات الآلاف لقتال أي “طرف يستهدف جماعته خدمةً لما أسماه “أمريكا وإسرائيل”.
جاء ذلك في خطاب، غلبت عليه مظاهر الرعب والارتباك بشكل غير مسبوق.
ومن جانبها دفعت مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، خلال الساعات الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى عدد من المناطق في محافظتي البيضاء والحديدة، مما يزيد من التوترات في المنطقة وسط تحليلات تشير إلى إمكانية حدوث تصعيد عسكري حاسم يُعرف بأنه "المعركة الفاصلة".
وفي تفاصيل جديدة حول التحركات العسكرية الحوثية، أفادت مصادر ميدانية أن المليشيات الحوثية قامت بنقل عدد كبير من المقاتلين وآليات عسكرية متنوعة، بما في ذلك أطقم مسلحة ومدافع ثقيلة، من مناطق صنعاء وذمار إلى مديريتي الزاهر وذي ناعم في محافظة البيضاء.
هذه المناطق تعتبر محاذية لجبهة الحد يافع في محافظة لحج، مما يعزز التكهنات حول نية الحوثيين لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في هذه المناطق.
وأكدت المصادر أن هذه التحركات تشير إلى سعي الحوثيين لإعادة إحياء المواجهات العسكرية في هذه الجبهات، وهو ما قد يكون مقدمة لتصعيد عسكري شامل في المستقبل القريب.
وفي محافظة الحديدة، تم رصد تحركات عسكرية حوثية مشابهة، حيث تم إرسال تعزيزات تشمل منصات صواريخ موجهة، بطاريات كاتيوشا، وعربات دفع رباعي، بالإضافة إلى عدد كبير من المجندين الجدد.
وقد تم نقل هؤلاء الجنود إلى مديريتي الجراحي والتحيتا في جنوب الحديدة، وهي مناطق تشهد بشكل دوري قصفًا واشتباكات بين الحوثيين والقوات المشتركة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث تسعى مليشيا الحوثي إلى تعزيز مواقعها في مواجهة القوات الحكومية والمشتركة.
وقد أشار مراقبون إلى أن هذه التحركات تمثل تحضيرًا لمعركة حاسمة قد تحدد ملامح المرحلة القادمة في الحرب اليمنية، وتنعكس بشكل كبير على مستقبل المشروع الإيراني في المنطقة.
والتكهنات تشير إلى أن هذه التحركات قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري في اليمن، وسط مخاوف متزايدة من تكرار سيناريو مشابه لما شهدته سوريا في ظل دعم النظام الإيراني للحوثيين.
في المقابل، يترقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات الوضع في اليمن، في وقت تشهد فيه الجبهات العسكرية توترًا غير مسبوق.