هل تحررنا فعلاً
كتب/ناصر البرشاء
كيف لم نفرح عندما تحررنا من دنس أولئك الاقزام أولئك الحمقى أولئك المرتزقة الظالة هو بالنسبة لنا كان يوماً تاريخي يوماً عظيم يوماً ليس له مثيل
كيف لافرح وقد عدنا إلى مدينتنا إلى قريتنا إلى منزلنا إلى حارتنا إلى تلك البيئة التي ترعرعت فيها كيف لافرح
كيف لافرح وقد دمعت عيناي عند تحررنا ورجعونا إلى احبابنا واهلنا واقاربنا وكل عزيز غاب عنا كيف لافرح.
سعدنا كثيراً بتحررنا من أولئك المتخلفون وبعودة دولتنا ومؤسساتها ووزارتها ومكاتبها وكل مقومتها وركاءزها وهيبتها
سعدنا كثيراً بعودة الحياة شيئ فشيء طبيعتها شمرت الدولة سواعدها للبناء والتطور والأزهار والمضي قدماً والالتحاق بزمن التطور العلمي والتكنلوجي.
ولكن سرعان ما أن أخذت الدولة تقف على ساقيها وتشد من ازرها وثبت قدميها في الأرض كي تنهض بالمستقبل الذي كان حلم كل شخص أراد العيش بسلام وامان وطمانينة.
أخذت ذلك المرض القاتل ينهش في جسدها شيئ فشيء بهدوء ودون أن يلاحظه أحد إلى أن انتشر بشكل مرعب ومخيف وسيطر على معظم جسدها
بدء علامات التعب والمرض تظهر عليها حاولت المقاومة والدفاع عن نفسها ونادت مستغيثة بابناها أنقذوني ساعدوني لاتتركوني وحيداً لاتتركوني فريسة سهل لمن حول ولكن دون جدوه لم يسمعها أحد.
فقد كانوا ابناءها منشغلين بمسابقة الزمن في الثراء والاغتناء والاستثمار وبناء مستقبل اولادهم لن يسمعوك مهما ناديت ..
فاخذت الدولة تواسي نفسها اهذا اختياري لاولادي اهذا هو جزاي اين برهم لي وحقوقهم لي الهذا الحد من اخترتهم لبناء جسدي وتقوية اركاني وخروجي من محنتي هكذا يتركوني ملقاة على الأرض.
ادركت الدولة حينها اننا لازلنا لم نتحرر بعد لازلت تعاني احتلال داخلي يغزوا مؤسستها ومكاتبها وفروعها وكل شبر فيها.
اذاً من من تحررنا ومن من تم غزونا تحررنا لنعم بحياة كريمة متساوية مستقرة خالية من الفساد خالية من الابتزاز خالية من البلطجية خالية من النصب والاحتيال خالية من أخذ أموال المواطن بغير وجه حق خالية من نهب الممتلكات الخاصة والعامة خالية من كل شيئ يعود بضرار على المواطن
فمن من نتحرر اذاً من أولئك المتخلفون أم من أولئك الذين امتلات كروشهم باموال هذا الشعب المغلوب.....