قبل انفجار الوضع.. حكمة الرئيس العليمي ومجلسه تجنب حضرموت صراعًا داميًا.. والمكونات الحضرمية تشيد
تقرير (الأول) القسم السياسي:
قال تعالى: "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا".. دائمًا ما يكون هم ربان السفينة عند تلاطم الأمواج واشتداد الرياح الخروج بسفينته إلى بر الأمان، ولأن القائد الحقيقي والمؤتمن على أرواح الناس في المدلهمات لابد أن يتحلى بالحكمة.. واليوم الرئيس الدكتور رشاد العليمي ومجلسه القيادي استطاع بحكمة أن يجنب حضرموت ويلات الصراعات والنزاعات بين مكوناتها السياسية.
تمرد وعصيان
منذ منتصف العام الماضي شهدت حضرموت تحركات وتمردات من بعض المكونات الحضرمية وعلى رأسها ح(حلف قبائل حضرموت) و(مؤتمر حضرموت الجامع) بعد ما قام الأول (الحلف) وتأييد من الأخير (الجامع) في بعض الأمور بقطع الطرقات واحتجاز شاحنات الوقود الخاصة بالمحافظات الأخرى عنوة وبقوة السلاح ثم اتبعها بإعلان تشكيل (قوات عسكرية خاصة به) خارج إطار وزارتي الدفاع والداخلية وتحديدًا يوم الأربعاء الموافق 25 ديسمبر 2024.
وكاد الوضع أن ينفجر خاصة يوم الإثنين، عندما أعلن الحلف تعرض رجاله المرابطين في مواقع الشرف غرب المكلا مساء الأحد لإطلاق وابل من المقذوفات من تجاه البحر، مستهدفين نقطة الحلف المتواجدة قرب ساحل أمبح الواقعة على الخط الرئيسي، وكذلك إرسال رتل عسكري يضم عشرات من الأطقم والعربات المدرعة وانتشارهم حول نقطة الحلف الواقعة في منطقة رجيمه، واستحداثهم نقاطًا جديدة حول مواقع الحلف غرب المكلا.
قيادة حكيمة
بحكمة نظر الرئيس ومجلسه القيادي إلى هذا التمرد كونه الحلف ربطه بمطالب ومظالم فقد أعلن الرئيس العليمي ومجلس القيادة الرئاسي اليوم عن خطة شاملة تهدف إلى تطبيع الأوضاع في حضرموت، بهدف تلبية المطالب المشروعة لأبناء المحافظة وتعزيز دورها البارز في المعادلة الوطنية.
وتهدف خطة الرئيس العليمي ومجلسه إلى تقوية حضور حضرموت في صنع القرارين المحلي والمركزي، بما يسهم في تعزيز استقرارها وتنميتها.. داعيًا أبناء حضرموت ومكوناتها السياسية والمجتمعية إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، والابتعاد عن الخلافات الداخلية التي قد تؤثر سلبًا على تقدمها.. مؤكدًا على ضرورة التفرغ للعمل على تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي وتخفيف معاناة المواطنين، بالإضافة إلى الحفاظ على مكانتها التاريخية كنموذج للسلام وسيادة القانون.
وأكد الرئيس وجلسه اتخاذ مجموعة من القرارات التنفيذية لتطبيع الأوضاع في حضرموت، من بينها:
- تخصيص عائدات بيع النفط الخام في خزانات الضبة والمسيلة لإنشاء محطتين كهربائيتين في ساحل ووادي حضرموت.
- دعم الجهود الرامية لتوحيد صف أبناء حضرموت وتعزيز مشاركتهم في هياكل الدولة، مع منحهم حق المشاركة في الاستحقاقات السياسية المقبلة بما يتناسب مع مكانة المحافظة.
- استيعاب أبناء حضرموت في القوات المسلحة والأمن وفقًا للقوانين ومعايير التجنيد المعتمدة.
- إنشاء مستشفى عام في منطقة الهضبة (غيل بن يمين) من عائدات الديزل المخزون في شركة بترومسيلة، والوقوف على ادعاءات الفساد المتعلقة بالشركة.
- إدارة العائدات المحلية والمركزية بشكل يساهم في تنمية المحافظة بالتعاون مع الحكومة ومجتمع المانحين الدوليين.
سلطة حضرموت المحلية (خطوة مسؤولة)
رحبت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، اليوم الثلاثاء، بإعلان مجلس القيادة الرئاسي خطة تطبيع الأوضاع في المحافظة، والاستجابة للمطالب المحقة والمشروعة لأبناء المحافظة.. مثمنة البيان، ما سماها بـ(الخطوة المسؤولة).. مؤكدا دعم السلطات المحلية الكامل للإجراءات التنفيذية التي تضمنها البيان.
وأبدت السلطة المحلية استعدادها للعمل جنباً إلى جنب مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية في المحافظة لتنفيذ هذه الخطة على الوجه الأمثل، بما يُسهم في تجاوز التحديات، وترسيخ الأمن، وتعزيز الاستقرار، وفتح آفاق أوسع للتنمية والبناء.
وجددت السلطة المحلية دعوتها لأبناء محافظة حضرموت وكافة مكوناتها السياسية والاجتماعية إلى توحيد الصفوف، ونبذ الخلافات، والتكاتف من أجل حماية الأمن والاستقرار، والانطلاق نحو مستقبلٍ يُلبي طموحات الجميع، ويُعزز مكانة حضرموت كنموذجٍ يُحتذى به في التعايش والتنمية والسلام.
مجلس حضرموت الوطني (قرار تاريخي)
في بيان رسمي صادر عن مجلس حضرموت الوطني، عبر المجلس عن تقديره للجهود الحثيثة التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي لمعالجة التحديات التي تواجه البلاد، وتعزيز الاستقرار والتنمية في مختلف المناطق اليمنية.. مؤكداً ترحيبه بالبيان الصادر عن مجلس القيادة الرئاسي اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025م، والذي يتضمن خطة شاملة لتطبيع الأوضاع العامة في محافظة حضرموت.
وتوجه مجلس حضرموت الوطني، في بيانه بالشكر لمجلس القيادة الرئاسي على استجابته لمطالب أبناء محافظة حضرموت العادلة والمشروعة.. مشيداً بالمواقف الوطنية التي تضمن تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
وأعلن المجلس دعمه الكامل لجميع الإجراءات التنفيذية المعلن عنها في الخطة.. مشدداً على استعداده التام للتعاون مع السلطة المحلية والقوى السياسية والاجتماعية في حضرموت لضمان تنفيذها بنجاح، وذلك بهدف تحقيق أهداف التنمية وتعزيز الشراكة الوطنية الفعالة بين جميع الأطراف.
وفي ختام بيانه، دعا مجلس حضرموت الوطني أبناء المحافظة إلى التكاتف والعمل بروح المسؤولية الوطنية من أجل إنجاح هذه الخطوات المهمة، وخلق بيئة مستقرة وآمنة تساهم في بناء مستقبل مشرق لحضرموت وأبنائها.