(زيارة) خلطة الأوراق وقطع طريق السلام!!.. الحكومة الشرعية تتهم المبعوث الأممي اتهامًا خطيرًا (تفاصيل)

(زيارة) خلطة الأوراق وقطع طريق السلام!!.. الحكومة الشرعية تتهم المبعوث الأممي اتهامًا خطيرًا (تفاصيل)

تقرير (الأول) محمد حسين الدباء:

غادر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الخميس، صنعاء، بعد عقده لقاءات مع قيادة الحوثيين، وجاءت زيارته هذه بعد عامين من زيارته الأخيرة، وعقب اختتام زيارة لمسقط أجرى خلالها مباحثات مع مسؤولين عُمانيين، وكبير مفاوضي جماعة الحوثي مُحمّد عبد السلام.

ذر الرماد على العيون!
عقب وصوله إلى صنعاء يوم الاثنين، حث المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ جماعة الحوثي على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام، وفي بيان لمكتب المبعوث، قال إن “الزيارة لصنعاء تأتي في إطار جهوده المستمرة لحث جماعة الحوثي على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام”.. مضيفًا "كما أنها جزء من جهوده المستمرة لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية”.

الحكومة الشرعية تتهم المبعوث!!
اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني المبعوث الأممي هانس بإخفاق واضح في أدائه وانحراف عن مسار مهمته وقال: "إن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، مؤخراً، بعدد من قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ومنهم مصنفين في قوائم الإرهاب ومتورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، للمطالبة بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين في معتقلات المليشيا منذ يونيو 2024، يشير إلى اخفاق واضح في اداءه وانحراف عن مسار مهمته".
وأوضح الإرياني في تصريح صحفي، أن أولويات المبعوث الأممي إلى اليمن، أصبحت تقتصر على مطالبات متكررة لمليشيا الحوثي بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية، بدلاً من التركيز على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالملف اليمني، وانفاذ القوانين الدولية والإنسانية، ودعم جهود إحلال السلام في اليمن.
وأشار الإرياني إلى أن هذا الانحراف يكشف عن أزمة حقيقية في دبلوماسية الأمم المتحدة تجاه الملف اليمني، فالمبعوث الأممي، وبدلاً من أن يكون جسرا لتنفيذ القرارات الدولية وتحقيق تسوية سياسية شاملة بناء على المرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا، وجد نفسه محاصرا بقضايا فرعية من قبيل المطالبة بإطلاق المعتقلين.
وأكد الإرياني أن هذا التوجه غير كافي لمواكبة التحديات السياسية والأمنية الكبرى التي فرضها الانقلاب الحوثي المدعوم من ايران، وحجم المعاناة الإنسانية في اليمن، ويعكس فشلاً واضحاً في مواجهة التحديات، ويزيد من تعقيد فرص تحقيق السلام.
مشددا على إن هذا الوضع يعكس أيضا استخفافا متزايدا من قبل مليشيا الحوثي بالمجتمع الدولي، الذي بات عاجزا عن فرض أي ضغوط حقيقية عليها، فبدلاً من أن يكون هناك التزام جاد من قبل المليشيا بتنفيذ القرارات الدولية وتنفيذ بنود الاتفاقات التي وقعت عليها برعاية اممية، وفي مقدمتها اتفاق ستوكهولم، نجد أن الحوثيين يستمرون في التعنت والتصعيد، مستفيدين من غياب الحزم الدولي.
وطالب الارياني المبعوث الأممي بتحمل مسؤولية فشل سياساته التي لم تسهم في تغيير الواقع على الأرض، بدلاً من الغرق في القضايا الفرعية، داعيا الأمم المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في اليمن، ووضع آلية أكثر قوة وفعالية لتنفيذ القرارات الدولية التي تسهم في تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وصون الأمن والسلم الإقليمي والدولي، بعيداً عن التراخي في مواجهة الإرهاب والصلف الحوثي.

خطوة رمزية تعكس فشل!
وفي هذا السياق، اعتبر نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، عبدالباري طاهر، أن زيارة المبعوث الأممي ليست سوى خطوة رمزية أشبه بإبراء الذمة في ظل تحركات القوى الإقليمية والدولية، وقال: "الشيء المخيف أنه يحضّر شيئًا لليمن. هناك تحضيرات للعودة للحرب. ولكن الحرب هذه المرة ستكون أكثر قساوة وأكثر دماراً، لأن الحرب الآن ستشترك فيها اللجنة الرباعية وإسرائيل. والوضع الراهن لليمن، كما تعرف، بلد مدمر، محاصر، المجاعة تتجاوز الثمانين بالمئة، الأوبئة الفتاكة، الحصار الخارجي والحصار الداخلي”.
وأضاف: “الخشية الآن أن الذي تشهده المنطقة في غزة، في لبنان، في السودان، في سوريا سيطبق في اليمن، ولكن بصورة أكثر قساوة وأكثر دماراً. وتعرف الحالة العامة في اليمن، البلد ليس مؤهلاً لحرب. هناك حالة من التفكك بين الشمال والجنوب، بين الجنوب والجنوب، بين الشمال والشمال.
أردف: “ويبدو أن مجيء الأمم المتحدة في زيارة لصنعاء يشكل من أوب براءة الذمة، أي وصلوا إلى النهاية، وعجزوا عن الوصول إلى حل سياسي، فيكون الحل البديل، الذي هو الآن يكاد يكون جاهزاً، وهو ما يلجؤون إليه. لا يمكن تسميتها الآن.