وساطات قبلية وتعزيزات عسكرية.. خدعة الحوثي في اجتياح منطقة آل مسعود برداع والتنكل بأهالها
(الأول) خاص:
بدأت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، ظهر اليوم السبت، باقتحام قرية حنكة آل مسعود بمديرية القريشية شمال غرب مدينة رداع بمحافظة البيضاء.
وذكرت مصادر محلية في مديرية القريشية في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن حملة حوثية كبيرة مكونة من عشرات الأطقم والمدرعات، مسنودة بالمدفعية الثقيلة وعدد من الدبابات والطيران المسير، اقتحمت ظهر اليوم منطقة الخشعة التابعة لقرية الحنكة، وذلك بعد أسبوع من حصار القرية وقصفها بشكل عشوائي ومكثف بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأكدت المصادر، أن المليشيات الحوثية الارهابية، شنت صباح اليوم قصفاً هستيرياً على القرية وقطعت عنها وعن القرى المحيطة بها شبكة الاتصالات وخدمات الإنترنت بشكل نهائي، تمهيداً لاقتحامها.. محذرة من ارتكاب المليشيات الإرهابية جرائم وانتهاكات مروعة بحق أهالي القرية من تصفيات واختطافات جماعية وترحيل قسري لسكان القرية وتفجير منازلهم.
وبحسب المصادر، فقد قتلت المليشيات الحوثية خلال عدوانها على قرية الحنكة المستمر منذ الأحد الماضي وجرحت أكثر من 15 مدنياً بينهم نساء وأطفال في إحصائية أولية مرشحة للزيادة مع اقتحام القرية، فضلاً عن الدمار الهائل الذي ألحقته المليشيات بمعظم منازل القرية ومسجدها.
وفي وقت سابق حذرت مصادر من وساطة قبلية تحاول المليشيا استخدامها للتمهيد لاجتياح منطقة حنكة ال مسعود في قيفه رداع في محافظة البيضاء، وقالت: "إن الوساطة يرأسها الشيخ صادق احمد ناصر الذهب والذي كان في ضيافة القيادات الحوثية في صنعاء بينهم محمد البخيتي والمعين من الحوثيين محافظا لمحافظة ذمار والتي تحاول من خلالها المليشيا الحوثية اجتياح مناطق المواجهات في قيفه رداع بالقرشية في محافظة البيضاء".
وأضافت المصادر أن الحوثيين يحاولون خداع رجال قبائل قيفه بعد فشل العناصر الحوثية من التقدم وانسحابهم من الخطوط الأمامية في جبهات القتال الدائرة في حنكة ال مسعود إلى مواقع متأخرة بعد ان فقدان العشرات من عناصرها وإحراق عرباتهم العسكرية.
وقال متابعون إن الاقتحام قرية حنكة آل مسعود بمديرية القريشية جاء بعد وعود بالتهدئة والوساطة ليشن الحوثيون هجومًا بعشرات الأطقم والمدرعات، مسنودة بالمدفعية الثقيلة وعدد من الدبابات والطيران المسير.
وأدانت منظمة ميون لحقوق الإنسان بأشد العبارات القصف العشوائي والحصار الخانق الذي تفرضه جماعة الحوثي على قرى آل مسعود في مديرية القريشية بمحافظة البيضاء منذ بداية العام الجاري 2025، والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة إلى خسائر جسيمة في الممتلكات.
وأوضحت المنظمة في بيان صادر يوم السبت الموافق 11 يناير 2025، أن المعلومات الأولية الواردة تؤكد استخدام جماعة الحوثي أسلحة متنوعة في هجماتها على القرى، بما في ذلك طائرات هجومية ومفخخة مسيرة عن بعد، وقذائف الهاون، وعربات BMB، في استهداف مباشر لمنازل المدنيين في قريتي الخشعة والحنكة.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 12 مدنياً، واحتراق منزلين ومسجد، فضلاً عن تضرر 17 منزلاً بشكل جزئي.
وكشف البيان عن ممارسات خطيرة أخرى من قبل الحوثيين، حيث منعوا السكان من مغادرة القرية المحاصرة، على الرغم من مزاعمهم السابقة بإبلاغ السكان قبل 24 ساعة عن نية شن هجوم شامل.
كما منعت الجماعة دخول المدنيين من القرى المجاورة لإخراج أقاربهم أو تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، مما يشكل تهديداً مباشراً على حياة الجرحى والمحاصرين.
وأشار البيان إلى أن من بين الضحايا الأخيرين للقصف بالطائرات المسيرة حتى ظهيرة يوم السبت، زوجة الشيخ القبلي محمد حسين المسعودي وعدد من أفراد أسرته، في ظل استمرار الهجوم المسلح العنيف الذي بدأ منذ فجر اليوم.
واعتبرت منظمة ميون هذه الهجمات العشوائية والحصار المفروض، الذي يمنع بشكل قاطع وصول المواد الغذائية والمياه النظيفة والرعاية الصحية الضرورية إلى المدنيين المحاصرين، بمثابة جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالبت المنظمة بالسماح الفوري بإجلاء وإسعاف المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، وحذرت في الوقت نفسه من احتمالية قيام جماعة الحوثي بأعمال انتقامية بحق المدنيين في قرى آل مسعود، بما في ذلك عمليات الإعدام والاعتقالات التعسفية وأعمال التعذيب، التي اعتادت الجماعة استخدامها كذريعة لتصفية خصومها وأبناء محافظة البيضاء منذ سيطرتها على المحافظة في عام 2014.