لماذا طلبت إيران من الحوثي إطلاقَ صواريخ نحو إيلات؟
نظرياً؛ سورية في حالة حرب مع إسرائيل، لكنَّ آخر طلقةٍ أُطلقت نحوها كانت قبل ٥٠ عاماً، والوحداتُ العسكرية على حدود #الجولان منزوعة السلاح (الجنود يحملون بنادق بدون ذخيرة)، ومنذ ٢٠١١ شنَّ الطيران الإسرائيلي ٣ آلاف هجوم على أهداف في #سورية، لم يرد النظام على واحد منها، بل وجه قواته وطائراته وصواريخه ضد مدن مأهولة وقتل مليوناً، وهجر ١٤ مليون سوري!
منذ بدء العدوان على غزة قبل 60 يوماً، وجَّه نظام الأسد تعليمات مشددة تنصُّ على منع أيِّ استهداف عسكري ضد إسرائيل عبر جبهة الجولان (سُحبت الأسلحة الثقيلة إلى محيط #دمشق)، وتم حظر أي مظاهرات مؤيدة لـ غزة، واشتُرط لتنظيم أي لقاء مهما كانت طبيعته (حتى لاجتماع ٥ أشخاص في مكتب) الحصول على موافقة أمنية، تتطلب تقديم سبب الاجتماع وجدول أعماله ومخرجاته وأسماء الحضور وعناوينهم وصورهم، كما مُنع أي مسؤول في النظام من الإدلاء بتصريحات تؤيد المقاومة، وأبلغ الأسد نتنياهو عبر دولة عربية تربطها صلة مباشرة بهما، أنه لن يسمحَ بأيِّ تدخلٍ أو تهديد لإسرائيل من أراضٍ سورية، كما جرى تنشيط التبادل الأمني للمعلومات التي تمثل تهديداً مشتركاً، وهو ما تسبَّب في عمليات تصفية نفذتها إسرائيل عبر غارات جوية، ويُعتقد أن المعلومات وردت من جهاز أمن شكَّله الأسد حديثاً، ويتبع له ومقرُّه القصر الجمهوري.
سؤال كبير يُطرح!
لماذا تطلبُ إيران من الحوثي إطلاقَ صواريخ نحو إيلات (٢٢٠٠ كم)، ولم تفعل ذلك من #القنيطرة جنوب سورية نحو تل أبيب (٢٠٠ كم)، وأصرَّ الحرس الثوري الإيراني على إبقاء قوات النظام وميليشيا فاطميون وزينبيون والحشد الشعبي العراقي وحزب الله وفيلق قدس و٥٠ تنظيمياً إرهابياً (تضم ١٠٠ ألف عنصر وفق تقدير إيراني)، في شمال سورية وشرقها، وتستهدف بالقصف المدفعي #إدلب وريف #حلب، ولم تقم بأي خطوة تهدد الأمن الإسرائيلي دعماً لـ غزة كما كانت تُروَّج الشعارات.
عندما هدَّدت الثورة الشعبية نظام الأسد وكادت أن تقتلعه، تدخل نتنياهو، وقال في ٢٠١٣ إنه لن يسمح بسقوطه، ووفَّر له مقومات البقاء، وعندما هددت المقاومة نتنياهو وكيانه في ٢٠٢٣ أراد الأسد أن يردَّ الجميل لمن حماهُ يوماً، وما يفعله يؤكد هذا التخادم بين عدوين في الظاهر وحليفين في الباطن.
كاتب سوري