رجل الظل الذي أرهق إسرائيل لعقود.. لمحة عن حياة الشهيد محمد الضيف قائد أركان القسام وأسرته

رجل الظل الذي أرهق إسرائيل لعقود.. لمحة عن حياة الشهيد محمد الضيف قائد أركان القسام وأسرته

(الأول) رصد خاص:

أعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، مساء اليوم الخميس، عن استشهاد محمد الضيف، قائد هيئة أركان "القسام"، ليُغلق بذلك فصل من حياة قائد عسكري أرهق حسابات إسرائيل لعقود. كان الضيف، الذي لطالما أعلنت إسرائيل عن محاولات اغتياله دون جدوى، يلقب بـ"رجل الظل" في الإعلام الإسرائيلي، نظراً لقدرته على الإفلات من الموت في سبع محاولات اغتيال متتالية.
وفي أحدث المحاولات، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ عملية اغتيال بحق محمد الضيف في وقت سابق، إلا أن نتائجها كانت غير واضحة. ومع ذلك، أشارت بعض التقارير إلى أن التحقيقات في الحادثة قد تستغرق وقتاً، لكن تلميحات رجحت نجاح العملية.
وفي سجل محاولات اغتيال الضيف، تأتي محاولته الأخيرة في عام 2021، أثناء الحرب على غزة، حيث فشلت إسرائيل في استهدافه مرتين على الرغم من محاولاتها المستمرة. في تلك المرة، استخدم الاحتلال أسلحة متطورة لاستهداف موقعه السري تحت الأرض، إلا أنه فشل في تحقيق هدفه.
محمد الضيف، الذي اعتقل في عام 1989 من قبل إسرائيل، نجا من السجون ليصبح أحد أبرز القيادات في حركة حماس، حيث أسهم في تطوير شبكة الأنفاق وصناعة القنابل. وبعد استشهاد زوجته وطفله الرضيع وابنته في إحدى محاولات اغتياله، عاش الضيف مختبئًا عن أنظار المراقبين الإسرائيليين.
ولد محمد الضيف في عام 1965 في عائلة لاجئة من بلدة "القبيبة" بفلسطين المحتلة، وكان نشيطًا سياسيًا منذ سنوات دراسته في الجامعة الإسلامية في غزة. بدأ نشاطه في حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
وفي الحرب الحالية على غزة، نشر الاحتلال الإسرائيلي صورة جديدة قال إنها لضيف، تم العثور عليها على جهاز كمبيوتر مصود في غزة. وبالرغم من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، أظهرت مقاطع مصورة لاحقة أن حالته الصحية أفضل مما كانت تُشير إليه التقديرات الإسرائيلية.
ومع إعلانه عن عملية "طوفان الأقصى"، التي أدت إلى تصعيد القتال، أظهر الضيف عبر تسجيل صوتي له قدرة فائقة على التأثير على إسرائيل أكثر من تأثيرها عليه، حيث وصف حجم الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية محذرًا من استمرار القمع والممارسات الاحتلالية.
وفي فيديو مفاجئ جرى تداوله على نطاق واسع، كشف الستار عن حياة عائلة قائد هيئة اركان كتائب القسام، الشهيد محمد الضيف المعروف بـ"أبو خالد محمد الضيف"، بعد استشهاده، في منزل بسيط يرفض الانصياع لروايات الاحتلال. تظهر عائلة الضيف، المكونة من زوجته وأبنائه الثلاثة، في فيديو وثقه أحد سكان غزة، ليؤكد على الواقع الذي عايشته العائلة بعيدًا عن الدعاية الإسرائيلية التي تدعي أنه يعيش في أوضاع مرفهة أو في أنفاق تحت الأرض.
وبينما كانت إسرائيل تروج لفكرة أن قادة القسام يتنقلون بين الأماكن الفخمة أو في ملاذات آمنة، يظهر الفيديو الواقع المغاير تمامًا. وقالت أم خالد، زوجة محمد الضيف: "بيتنا يتكون من 4 فرشات وحصيرة، سواء قبل الحرب أو بعدها". هذا التصريح يظهر حقيقة حياة العائلة البسيطة، بعيدًا عن الزعم بأنهم يعيشون في ظروف مرفهة.
وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد أعلن مساء الخميس عن استشهاد محمد الضيف، ليطوى بذلك فصل من حياة قائد عسكري حير الاحتلال لأعوام طويلة. وعلى الرغم من محاولات إسرائيل المتكررة لاغتياله في سبع مرات سابقة، تمكن الضيف دائمًا من الهروب منها، ما جعله يلقب في الإعلام الإسرائيلي بـ"رجل الظل".
وفي الحرب الأخيرة على غزة، انتشرت صورة جديدة للضيف، ادعت إسرائيل أنها وجدت على جهاز كمبيوتر في غزة. رغم محاولات الاحتلال المتعددة لاغتياله، أظهرت مقاطع لاحقة أن حالته الصحية كانت أفضل مما كان يُعتقد.