"غزة تحاصر ترامب".. تناقضات وتساؤلات بلا اجابات !
!["غزة تحاصر ترامب".. تناقضات وتساؤلات بلا اجابات !](https://al-awal.net/uploads/images/202502/image_870x_67a51a0397557.jpg)
صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن تل أبيب ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين سيتم إعادة توطينهم في "مجتمعات أكثر أمنًا وجمالًا" داخل المنطقة.
واللافت في الأمر أن غزة بدت وكأنها تحاصر ترامب، وليس العكس، فما يقوله ترامب تحاصره التناقضات، فقد أكد أن أميركا سوف تتولى بنفسها إعادة إعمار غزة، ثم عاد ليقول إن إعادة الإعمار سوف يحدث عن طريق دول أخرى تملك المال، وأشار اليوم (الخميس) إلى أن أميركا لن ترسل جنودها إلى غزة، وهو الأمر الذي ينسف فكرة السيطرة الأميركية الكاملة على غزة.
الدائرة الداخلية المحيطة بالرئيس الأميركي لا تتحمس لفكرته وفقاً لما نقلته "قناة العربية"، وهناك حالة من الترقب وضبابية الرؤية، مما يؤشر إلى أن ترامب طرح فكرته التي هزت العالم على نحو مفاجئ ومربك، دون استشارة أو مناقشات مع حكومته.
وقال ترامب إن الفلسطينيين سيحصلون على منازل جديدة وحديثة، مؤكدًا أنه "لن تكون هناك حاجة إلى جنود أميركيين" في غزة، وأن الاستقرار سيسود المنطقة.
وأضاف أن الفلسطينيين ستكون لديهم "فرصة للعيش بسعادة وأمان وحرية"، دون تقديم تفاصيل حول خطته المقترحة أو كيفية تنفيذها على أرض الواقع.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع فرق تطوير من أنحاء العالم للتشييد في قطاع غزة. وأضاف أن "أميركا ستبدأ ببطء وحرص في بناء ما سيصبح أحد أكبر وأروع مشروعات التطوير في غزة".
وجاءت تصريحات ترامب عقب تأكيدات وزير خارجيته أن الخطة تقضي باعادة اعمار غزة بواسطة أميركا، ثم إعادة سكان غزة، وجاءت المتحدثة بالبيت الأبيض لتقول إن أميركا لن تتولى تمويل إعادة الإعمار بنفسها، مما يؤشر إلى أن هناك ارتباكاً واضحاً وغموضاً في طرح تفاصيل ملف غزة.
موجة عارمة من الرفض
وأثارت الخطط الأميركية المزعومة بقيادة الرئيس دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة بناء المنطقة تحت السيطرة الأميركية موجة عارمة من الرفض والانتقادات في العالم أجمع، وفي العالم العربي حيث تواجه هذه الخطط، معارضة قوية من دول عربية رئيسية مثل السعودية ومصر والأردن، التي تؤكد على ضرورة حل الصراع عبر تسوية سياسية شاملة وليس عبر التهجير القسري.
أكدت السعودية رفضها القاطع لأي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يكون قائمًا على حل الدولتين وفق القرارات الدولية.
فيما أكدت مصر، من خلال تصريحات رسمية، رفضها التام لأي مسعى لفرض واقع جديد في غزة يشمل تهجير السكان. وأبرزت القاهرة أن الحل الوحيد هو تحقيق تسوية سياسية شاملة تُعزز حقوق الشعب الفلسطيني.
حسبما أوضح هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق وممثل مصر الأسبق في الجامعة العربية، أثناء حديثه لبرنامج "الظهيرة" على قناة سكاي نيوز عربية، فإن مصر ركزت على توضيح موقفها الرافض دون التأثير على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
كما أضاف خلاف: "تحتاج مصر إلى تطوير أفكار ملموسة للتعبير عن موقفها تجاه إقامة دولة فلسطينية، بما يتضمن تقديم تنازلات مرنة بشأن حدود الدولة وطبيعة مؤسساتها."
واعتبر الأردن، الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، أي تهجير جديد للفلسطينيين "خطًا أحمر". وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن بلاده لن تكون بديلًا عن فلسطين ولن تقبل بأي مخطط لتغيير ديموغرافية المنطقة.