حافظ على صحتك النفسية في ظل الأزمات العالمية

حافظ على صحتك النفسية في ظل الأزمات العالمية

يشهد العالم الآن أحداثًا قاسية تضع المتابعين لها عن كثب تحت ضغط نفسي كبير. ونظرًا لأنه من المستحيل الانعزال التام عن هذه الأحداث وإغفال متابعتها، يُصبح من الضروري تعلم كيفية التعامل مع آثارها السلبية على الصحة النفسية. لذا سنتحدث الآن عن كيفية الحفاظ على صحتك النفسية في ظل الأزمات العالمية وما أهمية ذلك في الأسطر القليلة القادمة.

كيف تحافظ على صحتك النفسية عند الأزمات

في ظل الأوضاع المتصاعدة حاليًا وما يُعرَض أمامنا بشكل يومي من مشاهد مؤثرة، نحن بحاجة إلى محاولة تطبيق الخطوات التالية في سبيل الحفاظ على صحتنا النفسية:

[1] قنن وقت متابعة الأحداث: فأنت بحاجة إلى تحديد وقت معيَّن في اليوم تتابع فيه الأحداث، وألا تنساق خلف المتابعة الدائمة والمستمرة على مدار اليوم لما يحدث. أغلق إشعارات المواقع الإخبارية على الجوال: فالإشعارات المتتالية لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كفيلة بتشتيتك وحثك على الاستغراق في المتابعة في أي وقت. انظر للجانب الإيجابي: فلا شك أن هناك بعض الإيجابيات التي تحدث رغم قسوة الأحداث. وربما تطمئنك هذه الأمور الإيجابية وترفع من روحك المعنوية. انتقِ المحيطين: أثناء الأزمات العالمية، ينقسم الناس إلى قسمين، يكون أحدهما إيجابيًّا ومتحمسًا ويفكر بشكل عملي. بينما الآخر يستسلم لليأس والإحباط ولا يتوقف عن قذف العبارات المدمرة. فيكون عليك محاولة إحاطة نفسك بأشخاص من القسم الأول. عبر عن مشاعرك بالكتابة: فقد أثبت التدوين فعاليته في دعم الصحة النفسية؛ إذا يستطيع معه الشخص التعبير عما بداخله وتفريغ شحنة الضيق والغضب بشكل صحي دون أن يؤذي نفسه أو المحيطين به.

اقرأ في التاريخ: فعند قراءتك في التاريخ من مصادره الموثوقة، ستجد التاريخ يعيد نفسه في كثير من الأحيان. كما ستتعرَّف على بعض الحقائق التي قد تعيد توجيه فكرك وتغير نظرتك للأمور. اقضِ وقتًا في الأماكن المفتوحة: ففي مثل هذه الظروف، لا يُعَد الخروج إلى الأماكن المفتوحة رفاهية، بل يُصبح ضرورة لتخفيف الضغط النفسي وشحن الطاقة للقيام بواجباتك. مارس رياضتك المفضلة: إذ أثبتت العديد من الدراسات العلاقة بين ممارسة الرياضة والصحة النفسية. والجدير ذكره أن مجرد المشي المنتظم بشكل يومي يُعد من الرياضات الجيدة والفعالة.

 [2] اهتم بالجانب الروحاني: فلا شك أن التقرب إلى الله بالعبادات والتضرع إليه أحد أهم مُضادات الهشاشة النفسية التي تُكسب المؤمن صلابة وقدرة عالية على التحمل. توقف عن جلد الذات: إذ يعاني بعض الأشخاص كلما مارسوا حياتهم بطريقة شبه طبيعية من تأنيب الضمير المفرط حين يتذكرون أوضاع المتأثرين بالأحداث الحالية. وهو ما يجب تدريب النفس على التوقف عنه تدريجيًّا؛ لأن التزاماتك وواجباتك تجاه أسرتك وتجاه عملك ستظل تتراكم عليك. غير أن تعطيل حياتك وتوقف إنتاجيتك سيلحق الضرر بك وبمن حولك. قدم المساعدة: فمن أكثر ما يحافظ على سلامتك النفسية في ظل الأزمات العالمية أن تتصرف بإيجابية وتقدم مساعدة حقيقية للمتضررين، سواء بالتبرع أو المشاركة أو غير ذلك من سبُل المساعدة المتاحة.

أهمية الحفاظ على الصحة النفسية وقت الأزمات

تؤثر صحتك النفسية في شتى جوانب حياتك، فعند المحافظة عليها تتمكن من:

القيام بواجباتك الأساسية تجاه أسرتك ومجتمعك. التفكير المنطقي وتحليل الأمور بطريقة أكثر عقلانية. اتخاذ قرارات صائبة بخصوص ما يتوجب عليك فعله في الفترة القادمة في ظل الظروف الحالية. مساعدة المتضررين بطريقة فعالة ومنحهم ما يحتاجونه من دعم سواء كان ماديًّا أو معنويًّا.

وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن التعاطف مع الآخرين والتأثر بمصابهم ليس ذنبًا، وإنما هي الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها. لكن كل ما نريده هنا هو توجيه ذلك التعاطف والتأثر بشكل صحيح بحيث يفيد المتضررين دون أن يضر بصحتك النفسية التي تؤثر بدورها على شتى نواحي حياتك.