موائد الإفطار الرمضانية ... مهربا للفقراء من غلاء المعيشة.. تقرير

في ظل ارتفاع معدلات الجوع واتساع رقعة انعدام الأمن الغذائي في اليمن ، تلجأ الكثير من الأسر المعدمة في رمضان ، إلى توزيع أفرادها الذكور على موائد الإفطار الجماعية التي تقام يوميًا خلال رمضان، في المساجد والأحياء السكنية، بهدف توفير أكبر قدر ممكن من استهلاكها الغذائي المعتمد على المساعدات.
وتشير الأمم المتحدة، إلى ارتفاع معدلات الجوع في اليمن خلال العام 2025، أدت إلى زيادة أعداد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية وخدمات حماية، بنحو 1.3 مليون يمني، عن العام الماضي الذي وصل إلى 18.2 مليون، إثر تقلص المساعدات الإنسانية واستمرار الصراع والصدمات المناخية.
بين التآلف والتكافل
ودأب اليمنيون على تنظيم موائد الإفطار الرمضانية الشعبية في الشوارع والأحياء والمساجد، بعدد من محافظات البلاد، لتعزيز أجواء الألفة ومدّ جسور التواصل بين السكان، غير أن تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، حولها إلى قبلة للفقراء والمعدمين.
و تعتبر هذه الموائد تقوم على ما يحضره المشاركون من سكان الأحياء والمصلين، من مأكولات وأطعمة منزلية مختلفة، بلا أدنى اعتماد على المشاريع الخيرية التي تقدمها الجمعيات ورجال الأعمال، وبالتالي يُقبل الكثير من المتعففين عليها، لتناول ما لذ وطاب لهم، دون أي حرج من معارفهم أو جيرانهم.
و صارت الأزمة الإنسانية لم تعد مقتصرة على النازحين فحسب، بل امتد أثرها إلى معظم المنازل، وهو ما يدفع بعض الميسورين إلى المشاركة في الإفطارات الجماعية بكميات كبيرة من المأكولات، لمعرفتهم بحجم المعاناة وتغطية احتياج الحاضرين.
أوضاع متفاقمة
من جانبه، يرى مستشار وزارة الإدارة المحلية لشؤون الإغاثة، الدكتور جمال بلفقيه، أن الوضع الإنساني في اليمن خطير جدًا، وفي طريقه إلى التفاقم، وسط تراجع التمويل الذي تعاني منه برامج المساعدات الأممية، وتداعيات تصنيف واشنطن لميليشيا الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية"، وتعسفات الحوثيين بحق موظفي المنظمات والوكالة الإغاثية واحتجاز حرية العشرات منهم منذ العام الماضي.