مهارات الكتابة الوظيفية في كتاب جديد للدكتور عمشوش

تقديم محمد باسنبل

بكل تأكيد د. مسعود عمشوش ليس كاتبا ثرثارا. بل أنه مؤلفٌ استوعب بحق وبشكل دقيق ما يعنيه التكثيف والتركيز والمنهج العلمي الصارم، ومختلف مقومات التأليف المناسبة لعصرنا هذا، عصر السرعة والتركيز.

وفي الحقيقة معظم كتب الأستاذ عمشوش، خريج جامعة السوربون، تتميّز بالتكثيف، ومن النادر أن نجد بين مؤلفاته التي تجاوز عددها اليوم خمسة وعشرين مؤلفا، كتابا تجاوز عدد صفحاته الثلاثمائة صفحة. ولم يقلل عدد صفحات تلك المؤلفات من مستواها العلمي، بل على العكس؛ ففي اعتقادي أن كتابا مثل (المستكشف هاري سانت جون فيلبي ورحلته إلى حضرموت)، الذي يقع في ١٤٩ صفحة، يرتقي، بفضل محتواه والمنهج العلمي الذي استخدم فيه، إلى مستوى رسالة دكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى. 

وبالنسبة للكتاب الذي بين أيدينا، (مهارات الكتابة الوظيفية)، فقد هيمن عليه كذلك أسلوب التكثيف والتركيز؛ فعلى الرغم من استيعابه لمعظم أنواع الكتابة الوظيفية التي نمارسها اليوم، واحتوائه على عدد لا بأس به من التمارين، فعدد صفحاته لم يتجاوز المائة.

ويذكر د. مسعود عمشوش، في مقدمة كتابه، أن من أهم الأسباب التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب: رغبته في تجاوز الاختلالات الكثيرة التي التصقت بأنظمتنا التعليمية في مختلف مستوياتها، ويرى أنها قد أدّت إلى تدني مستوى المهارات اللغوية المختلفة لدى الطلبة والموظفين والصحفيين. وللإسهام في تجاوز هذه المشكلة رأى أن يضع هذا الكتاب ليقدم فيه رؤيته لكيفية تقديم أسس سليمة لتعليم مهارات لغتنا العربية بطرق تتناسب مع متطلبات العصر، وتساعد على النهوض بمستوى تلك المهارات لدى الطلبة والموظفين والصحفيين، وذلك من خلال التركيز على تقديم مهارات الكتابة الوظيفية، واقتراح عددٍ من التمارين للتدرب عليها وصقلها والارتقاء بها.

وذكر أن هناك اليوم أنواعا عدة من الكتابة: الكتابة الإبداعية، والكتابة التقنية، والكتابة الوظيفية التي حظيت مؤخرا باهتمام كبير في مؤسسات التعليم والتدريب نظرا لحاجة المجتمع لها في مختلف الأنشطة التعليمية والمهنية، إذ أننا نستخدم الكتابة الوظيفية في المعاملات الرسمية والإدارية، والصحافة وغيرها من الشؤون العامة والخاصة.

وقد ركز د. عمشوش في هذا الكتاب على تقديم مهارات كتابة التلخيص والمحاضرات والمقالات والأبحاث العلمية والتقارير والمحاضر والرسائل الإدارية والسيرة الذاتية الوظيفية. وبما أن السلامة اللغوية شرطٌ لصحة مختلف أنواع الكتابة الوظيفية، فقد رأى أن يقدم في الجزء الأخير من الكتاب أهم الأخطاء الشائعة التي يقع فيها عادة معظم الطلبة والموظفين.

وكما ذكرنا، فقد ضمّن د، عمشوش كتابه (مهارات الكتابة الوظيفية) عددا من التمارين لأنه يسعى إلى أن يكون كتابه المكثف هذا مرشداً لتعليم تلك المهارات، ويرى أن الجانب التقديمي والنظري لا يكفي لوحده لتمكين المتدرب من إتقانها. وفي المقدمة طرح بعض النصائح للكيفية المناسبة لتعليم تلك المهارات في الجامعات والمعاهد. وبالنسبة لي أؤكد أنني قد استفدت كثيرا من الكتاب، الذي يقع في 100 صفحة، والذي صدر في مطلع الأسبوع الماضي عن مركز مهارات ومكتبة الوراق في عدن.