حرب غزة.. "الجدول الزمني" يسبب خلافا أميركيا إسرائيليا

حرب غزة.. "الجدول الزمني" يسبب خلافا أميركيا إسرائيليا

65 يوما على بدء الحرب في غزة والمؤشرات والمواقف تشير إلى أن نهاية الحرب لا تبدو قريبة.ففي ظل إصرار إسرائيل على تحقيق هدف القضاء على حركة حماس ورفضها الدعوات لوقف إطلاق النار، وفي المقابل مواصلة حماس القتال والتصدي للعملية البرية الإسرائيلية، تتواصل الحرب والمعارك بين الطرفين.

التصريحات والتسريبات الإسرائيلية تؤكد ذلك، فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة سيستمر لمدة تصل إلى شهرين آخرين.

وأضافت الهيئة الإسرائيلية أنه لن يتم وقف إطلاق النار بعد انقضاء الشهرين، وستبقى قوات إسرائيلية في غزة لتنفيذ هجمات محددة.

*غزة بشمالها وجنوبها تحت النار

استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية منازل في دير البلح ومخيمات النصيرات والبريج والمغازي.

وقالت حماس إن مقاتيليها خاضوا معارك شرسة من المسافة صفر مع القوات الإسرائيلية المتوغلة غرب مخيم جباليا المكتظ بالسكان، وأوقعوا خسائر في صفوف الجنود.

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه التف على كمائن لحماس، وداهم بنى تحتية تابعة للحركة بالمخيم، وأسقط قتلى في صفوفها.

جنوبا، أطلقت الزوارق الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة قبالة شاطئ مدينة رفح، واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي المستشفى الميداني الأردني وومحيط المستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، كما استهدف القصف الإسرائيلي مناطق عبسان ومعن وبني سهيلة.

ووسط احتدام الاقتتال، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة توضح 6 مناطق تحمل أرقاما في خانيونس، طُلب من السكان إخلاؤها بشكل عاجل، لكن خرائط إسرائيل لا تغير شيئا في حصيلة ضحايا القتال المدنيين.

فأرقامهم في ارتفاع مستمر، ومع ذلك توسع إسرائيل دائرة النار جنوبا، وتصر على أن قادة حماس البارزين وترسانتها الصاروخية موجودون في خانيونس.

إلا أن لدى إسرائيل رهان آخر في خانيونس، وفق "فينانشال تايمز"، فالجيش الإسرائيلي حسبما نقلت الصحيفة عن محللين، يراهن على هزيمة لواء خانيونس، الذي يضم كتيبتين تعتبران من أقوى الجماعات المسلحة لدى حماس.

وعليه ستكون ألوية الحركة المتبقية في جنوب ووسط غزة محاصرة ومعزولة، وبالتالي سيكون القضاء على حماس أسهل وفق وجهة نظر إسرائيل، لكن خانيونس قد لا تكون مسرح المعركة الأخيرة.

فقادة حماس البارزين وفق "فينانشال تايمز"، وارد أن يتمكنوا من تغيير مواقعهم عبر الأنفاق، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشدد على أن الحرب لن تضع أوزارها قبل "إنهاء حماس من الوجود"، وأن "إسرائيل لن تقبل بأقل من رأس زعيم الحركة يحيى السنوار".

*فهل يتحمل كلا الطرفين شهرين إضافيين من المعارك؟ من يصمد أكثر؟

و في حديثه نفى أستاذ العلاقات الدولية خطار أبو دياب وجود طرف منتصر بين إسرائيل وحماس بعد 65 يوما من الحرب على غزة. وأضاف:

الجانب الإسرائيلي يرفض إيقاف الحرب والتخلي عن تحقيق أهدافه.

هدف القضاء على حماس صعب المنال.

استمرار الحرب في غزة بهذه الوتيرة يهدد بتوسعها إقليميا.

السردية الإسرائيلية للأحداث تخالف الواقع.

ممارسة إسرائيل لسياسة الأرض المحروقة للسماح لدباباتها بالتوغل في قطاع غزة وتفادي حرب المدن.

صعود التطرف في إسرائيل ساهم في تعميق الهوة بين الشعبين وتأزم الأوضاع بينهما.

لا يمكن لإسرائيل ان تنعم بالأمن والاستقرار طالما هي مستمرة في ممارسة العنف ولم تؤمن باحقاق الحق الفلسطيني.

لا وجود لأفق واضح ينبئ بنهاية الصراع بين الطرفين في الأمد القريب.

وتؤكد أستاذة الدبلوماسية وحل النزاعات في الجامعة العربية الأميركية دلال عريقات، أن الإشكال الأساسي في فلسطين يكمن في الاحتلال الإسرائيلي، وأن:

حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو تقترف علنا جريمة حرب ضد الإنسانية في غزة خاصة في صفوف النساء والأطفال.

لا تستهدف إسرائيل في هذه الحرب حماس، وإنما تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني والمدنيين.

تعتمد إسرائيل في حربها على سياسة الميكروبوليتك.

تبحث إسرائيل من خلال التصعيد في عملياتها العسكرية إلى تهجير الفلسطينيين وإفراغ قطاع غزة ومصادرة ما تبقى منه.

المشروع الإسرائيلي كان واضحا لدول الجوار وهو ما دفعهم إلى رفض كل أنواع التهجير القسري الذي تنتهجه إسرائيل تجاه فلسطيني قطاع غزة.

فشل مجلس الأمن للمرة الخامسة يعد دليلا كافيا لفشل الدبلوماسية.

انسحاب إسرائيل من قطاع غزة سنة 2005 كان انسحابا شكليا.

تحدد إسرائيل أهدافها بشكل كمي وليس نوعي.

تصنيف حماس كمنظمة إرهابية لا يبرر ما يحدث من تقتيل للأطفال والنساء.

لإدارة غزة بعد الحرب.. خطة أميركية عنوانها السلطة الفلسطينية

من جهة ثانية، يقول الكاتب والباحث السياسي شلومو غانور، إن إسرائيل لا تخطط إلى تهجير وطرد الفلسطينيين الى دول الجوار، مؤكدا أن حماس هي المتسبب الرئيسي لما يحدث للفلسطينيين اليوم من مآس، وأن:

إسرائيل أكدت لمصر والأردن عدم وجود أي مخطط لتهجير الفلسطينيين.

حماس تصر على استعمال السكان كدروع بشرية.

تسعى إسرائيل الى حماية السكان العزل من خلال دعوتهم إلى الابتعاد عن الأماكن القتالية وغير الآمنة.

إسرائيل مستمرة في قتالها إلى أن يتم القضاء على حماس لضمان الأمن للسكان الإسرائيليين المحاذية لغزة.

وفق أي توقيت ستنهي إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة؟

رغم الدعم الأميركي الواضح واللامحدود لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، فإن بعض التباينات بين الحليفين تطفو بوضوح على السطح.

أبرزها يتعلق على ما يبدو بالجدول الزمني للحرب في قطاع غزة، وسط ضغوط واسعة تتعرّض لها واشنطن لمطالبة إسرائيل بإنهاء الحرب.

ووفق موقع "أكسيوس" فإن الإدارة الأميركية ستكون راضية إذا أنهت تل أبيب المرحلة عالية الكثافة من العملية بحلول نهاية ديسمبر، بينما تتطلع إسرائيل إلى إنهائها في آخر يناير.

وفي هذا الإطار، نفى الباحث في مؤسسة هيريتج نايل غاردنر وجود اتفاق بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية فيما يخص الإطار الزمني لانهاء العمليات العسكرية في غزة.

تسعى إدارة بايدن إلى التسريع اختصار زمن العمليات العسكرية الأمر الذي رفضته إسرائيل.

تحتاج إسرائيل إلى أشهر إضافية لإنهاء عملياتها العسكرية في المنطقة.

قامت الولايات المتحدة باستخدام الفيتو لمنع تمرير القرار الخاص بوقف إطلاق النار.

انقسام المواقف داخل الحزب الديمقراطي واليسار الأميركي بين مؤيد وداعم لإسرائيل وبين مطالب في وضع حد زمني للعمليات العسكرية.

من منظور أميركي تعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة من أنجح العمليات العسكريةـ وذلك بسبب انخفاض نسبة عدد الجرحى من الجانب الإسرائيلي مقارنة بحجم التال في المنطقة.

حماس المسؤول الوحيد فيما يخص ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين الذين استخدمتهم دروعا بشرية وليست إسرائيل.

إسرائيل مستمرة في القتال الى ان تطلق جميع الرهائن وتدمير حركة حماس.

لا يمكن تشبيه ما يحدث في غزة بما حدث في هيروشيما وناغازاكي.

طبيعة الحرب تقتضي أن يتعرض المدنيون إلى الخطر.

من المتوقع هزيمة حماس وسيطرة إسرائيل على غزة إلى حين توفير ظروف ومستقبل آمن للإسرائيليين.