بعد تأكيد العليمي على الدور الدبلوماسي.. (روسيا): التهديدات الحوثية تستهدف الأمن الدولي.. (إيطاليا): نتطلع لإنهاء الحرب

(الأول) غرفة الأخبار:
عقد سفير اليمن لدى موسكو، الدكتور أحمد الوحيشي، اليوم الأربعاء، اجتماعًا حاسمًا مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف.
وجاء هذا اللقاء في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، خاصة في البحر الأحمر، حيث باتت التهديدات الحوثية تمثل خطرًا كبيرًا على الملاحة الدولية واستقرار الاقتصاد اليمني.
نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن السفير الوحيشي قوله إن الاجتماع تناول التصعيد الخطير الذي تقوم به الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر، والذي أصبح مصدر قلق دولي وإقليمي.
وأشار الوحيشي إلى أن هذه الميليشيات تتحمل المسؤولية الكاملة عن زعزعة الأمن البحري من خلال استهداف المنشآت النفطية واختطاف سفن الشحن الدولية، وهو ما يشكل خرقًا صارخًا للقوانين الدولية ويهدد المصالح الاقتصادية العالمية.
وأوضح السفير أن هذه الأعمال الإرهابية لم تؤثر فقط على الاستقرار الإقليمي، بل ألقت بظلالها الثقيلة على الاقتصاد اليمني، حيث تسببت في حرمان الدولة من 60% من إيراداتها المالية، مما أدى إلى انهيار العملة الوطنية وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين اليمنيين.
وأكد الوحيشي أن هذه السياسات العدائية تعرقل الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وتزيد من معاناة الشعب اليمني.
التهديدات الحوثية تستهدف الأمن الدولي
أكد ميخائيل بوجدانوف دعم روسيا الكامل للحكومة الشرعية في اليمن، مشددًا على أهمية استعادة الاستقرار في البلاد والمنطقة بأكملها.
وأشار بوجدانوف إلى أن موسكو تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في البحر الأحمر، معتبرًا أن التهديدات الحوثية لا تستهدف اليمن فقط، بل تمتد إلى الأمن الإقليمي والدولي.
وشدد المسؤول الروسي على موقف بلاده الثابت ضد أي تهديدات تمس الملاحة الدولية أو تزعزع الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن روسيا ستواصل دعمها للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن.
كما أعرب بوجدانوف عن استعداد موسكو لتعزيز التعاون الثنائي مع اليمن في مختلف المجالات، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
يمكن اعتبار هذا الاجتماع رسالة واضحة إلى الميليشيات الحوثية والداعمين لها بأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام التهديدات التي تمس الأمن الإقليمي والدولي.
كما يعكس الاجتماع التزام روسيا بدورها المحوري في دعم الحلول السياسية للأزمات الإقليمية، وحرصها على تعزيز العلاقات مع اليمن كدولة ذات سيادة.
تؤكد التحركات الدبلوماسية اليمنية في موسكو، ممثلة في لقاء السفير الوحيشي بنائب وزير الخارجية الروسي، أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
نتطلع لإنهاء الحرب
وعلى الصعيد نفسه عُقدت مباحثات يمنية سعودية إيطالية تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في اليمن، وذلك خلال لقاءات منفصلة جمعت السيناتور ستيفانيا كراكسي، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي، مع كل من وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور شائع محسن الزنداني، ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير.
وبحث الزنداني مع السيناتور كراكسي والوفد المرافق سبل تعزيز التعاون بين اليمن وإيطاليا، مشيدًا بالعلاقات الثنائية والمواقف الداعمة التي تتبناها إيطاليا تجاه الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى إسهاماتها الإنسانية. من جانبها، أكدت كراكسي على موقف بلادها الثابت في دعم الحكومة والشعب اليمني، وتطلعاتها لإنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار.
وفي وقت سابق ناقش الوزير السعودي عادل الجبير مع كراكسي أوجه التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا، بالإضافة إلى أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في اليمن، مؤكدين أهمية التنسيق لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشهدت العلاقات اليمنية الإيطالية تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مع تعيين إيطاليا سفيرًا لها في اليمن في ديسمبر 2024 بعد انقطاع دام عشر سنوات، وهو ما يعكس دعمها المستمر للحكومة اليمنية الشرعية. كما شهدت العلاقات لقاءات بين المسؤولين اليمنيين والإيطاليين لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الإغاثة الإنسانية وحماية التراث الثقافي، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما الثنائية بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وتلعب إيطاليا دورًا محوريًا في قيادة مهمة "أسبيدس" الأوروبية في البحر الأحمر، التي أُطلقت في فبراير 2024 لحماية الملاحة التجارية من الهجمات الحوثية. تم تعزيز المهمة بانضمام المدمرة الإيطالية "ITS Caio Duilio" في نوفمبر 2024، مما يعكس التزام إيطاليا بتأمين الممرات البحرية. المهمة تركز على حماية السفن التجارية دون التدخل في العمليات العسكرية البرية ضد الحوثيين.
أهمية الدور الدولي
وتأتي هذه التحركات السياسية والدبلوماسية بعد يوم من اجتماع موسع لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي بقيادات وزارة الخارجية ورؤساء البعثات الدبلوماسية اليمنية وعلى رأسهم وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني أكد خلاله أهمية التحركات الخارجية لتعزيز الموقف الدولي.. واصفًا أن المرحلة الراهنة (حاسمة في معركتنا الوطنية).. مشيرًا إلى أن المراهنة تتجه نحو تعزيز الدور السياسي والدبلوماسي لتأمين دعم دولي متكامل لـ(معركة الخلاص التي انتظرها شعبنا طويلا).