من الكرتون
بداية، نوجه تحية اجلال وتقدير لامهات واخوات وبنات وزوجات شهداء وجوعى الجنوب، ولكل النساء اللاتي ارغمتهن السلطات في عدن وصنعاء على إطعام ذويهن بوجبة واحدة في اليوم ولا زالت المعاناة تشتد ضراوة، ما جعلهن يتداعين الى وقفة احتجاجية في ساحة العروض علها تستنهض نخوة الرجال، ان بقيت هناك نخوة.
بعد ارغام د بن مبارك على الاستقالة بصورة مريبة تبرع احد (كلمنجية) الدحابشة بأن حمّل بن مبارك كل اوزار سقوط الجمهورية، حسب تعبيره، وانه سبب فشل حوار موفنبيك، وان لولا بن مبارك لكانت اليمن اليوم تنعم برغد العيش، الامر الذي يجعل احدنا يتساءل، الهذه الدرجة كانت كل القوى السياسية اليمنية اغبياء ليتلاعب بهم شخص واحد، بمن فيهم المتحدث ذاته؟، ولم يفت الكلمنجي إياه ان يمتدح د رشاد العليمي الذي لم تتلطخ يداه بدماء شهداء وجرحى الحراك الجنوبي الذي كشف عنه الشيخ طارق الفضلي.
الواقع ان معاشق هي مستعمرة، صحيح، لكنها ليست ضيعة خاصة لتتحول الى وكر تدار منه أسوأ سياسات التجويع والتعذيب لأبناء الجنوب على مرأى ومسمع من (خرفان) الجنوب، في تلكم المستعمرة، الذين يفترض بهم حماة لحقوق الناس في الجنوب قبل حتى الحديث عن مصير الجنوب.
كرتون الحديقة الخلفية الذي يستخدم للادوات التالفة المسمى (شرعية) لم يعد هناك مبرر لوجوده، فهو ضرب من (خيال المآتة) لاستخدامة كورقة تفاوضية في مرحلة ما، فحالة الفشل في معالجة معاناة الناس والفشل في مواجهة الانقلاب كلها تبين هذه الحقيقة، بل ان جماعة الكرتون إياه يدافعون فقط عن مزاياهم بالعملة الصعبة، وابلغ دليل على ذلك ما حدث مع جماعة برلمان (الواتس اب) حين حذف رئيس البرلمان (مشرف الجروب) حذف احد الاعضاء بسبب المخصصات الدولارية، فإذا كان هذا حال (ضمير الأمة، البرلمان) فكيف سيكون حال باقي اجهزة الكرتون.
عند كل استبدال قطعة اخرى من الكرتون يمسك الناس على رؤوسهم استعداد لنكبة اخرى قادمة، فجماعة الكرتون لا يتحدثون عن اصلاح الخلل في مخصصاتهم الدولارية المهولة وهياكلهم المهترئة وانما يبحثون عن وسائل اخرى تثقل كاهل المواطن.
لا نتوقع جديدا من رئيس الوزراء الجديد، وسيجد من الطبالين وماسحو الجوخ ما يغنية عن مقالاتنا المعادية للشرعية (النزيهة)، التي قيل ان هناك عقود اعترض عليها بن مبارك وتم تمريرها قبل ان يجف مداد قرار التعيين الجديد.
نحن نذكر دولة رئيس الوزراء الجديد، وهو شغال في الكرتون المالي منذ أمد بعيد، نذكره ان القدرة الشرائية لاجور الناس سقطت الى القاع وان الراتب الذي كان يساوي الف ريال سعودي في ٢٠١٤م اصبح اليوم يساوي اقل من مائة ريال سعودي، وان رواتب جماعة شرعية الكرتون اصبحت دولارية غير شرعية.
كما نذكره بأن الفتات الذي يحصلون افراد المقاومة الجنوبية الذين هبوا للدفاع عن عدن في ٢٠١٥م هم اساسا ينتمون لمؤسسات ميته لهذا التحقوا بالقوات الجنوبية وهكذا ظهرت رواتبهم مزدوجة، لكن هذه الرواتب الشهرية التي يحصل عليها الفرد لا تكفي لإعالة نفر واحد لهذا لم يتم المساس بها طوال السنوات الماضية حتى يتم اصلاح الأجور لتكفي لاعالة اسرة.
لا داعي للحديث عن الخدمات التي تتحدث عن نفسها واولها الكهرباء التي انفتحت شهية الاستحواذ عليها بالخصخصة وتسليم المواطن، الذي لا يكفي راتبه للعيش، لمستثمر طفيلي.
واقع الحال ان الجنوب يفقد مؤسساته الواحدة تلو الاخرى ويفقد التراكم المعرفي بعد خسارة التراكم المادي، ولم يتبق في عدن الا وزارات سفري ووزراء سواح وسنفاجأ بنقل هذه الوزارات في غفلة من الزمن وسيعود مشهد (خليك في البيت) مرة اخرى اذا لم يرتفع العقل السياسي الجمعي الجنوبي الى مستوى التحدي.
عدن
١٠ مايو ٢٠٢٥م