انحسار القراءة بين الفرنسيين

ترجمة مسعود عمشوش

فرنسا، بطلة العالم لجائزة نوبل في الأدب مع 15 من الحائزين على الجائزة، بلد المثقفين الملتزمين، تقرأ "أقل وأقل"، فوفقا لدراسة كشف النقاب عنها مع افتتاح معرض الكتاب الأخير."، يقول مؤلفها فانسنت موناديه، رئيس المركز الوطني للكتاب (CNL)، في مقدمة الدراسة Ipsos-CNL، التي نشرها بعنوان "الفرنسيون والقراءة": هناك تراجع خطير في ديناميكية القراءة في فرنسا. وأكد أن واحدا من كل ثلاثة فرنسيين (33٪) "يقرؤون كتبا أقل وأقل"، وترتفع هذه النسبة إلى 45٪ في الفئة العمرية 15-24، و18٪ فقط من الفرنسيين يقولون إنهم يقرؤون "المزيد والمزيد من الكتب". «إنه أمر مقلق، ولا يمكننا أن نكون راضين عنه»، يقول فانسنت موناديه. ويؤكد أن الرجال البالغون يقرأون كتب التاريخ في الغالب، وتقرأ النساء البالغات الروايات، بينما يفضل الشباب الخيال العلمي والخيال.

وفي حين رصدت دراسة مركز بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، في عام 201٩، زيادة في قراءة الكتب بعد انخفاض طفيف في عام ٢٠٢٠، فإن الديناميكية الهابطة في فرنسا آخذة في الازدياد. تقول أغلبية كبيرة من الفرنسيين (72٪) إنهم "ليس لديهم وقت" لقراءة المزيد من الكتب ويقول 61٪ إنهم لا يستطيعون قراءة المزيد لأنهم يقرؤون "شيئا آخر" (الصحافة والمدونات ومحتوى الوسائط المتعددة). ف"الكتاب يستغرق وقتا طويلا للقراءة".

وإذا كان الفرنسيون باتوا يقرأون أقل اليوم فهم بالمقابل يستمعون أكثر إلى الموسيقى (87٪)، ويشاهدون التلفزيون (84٪)، ويستمعون إلى الراديو (74٪) ، ويتصفحون الإنترنت (68٪)، ويشاهدون مقاطع الفيديو (66٪)، ويذهبون إلى الشبكات الاجتماعية (37٪)، ويمارسون ألعاب الفيديو (27٪). وفي مواجهة هذه الأنشطة المتعددة، "يظل الكتاب كتابا، وتستغرق قراءته وقتا طويلا: وأنت لا تشتري فصلا بل كتابا كاملا!"، هتف فانسنت موناديه، رئيس معرض باريس للكتاب.

وقدم فانسنت موناديه دراسة أخرى، أجراها للاتحاد الوطني للنشر (SNE) الذي يرأسه، وأكد فيها «الديناميكية الهبوطية» للقراءة بين الفرنسيين مثلما بينه استطلاع Ipsos-CNL. ويؤكد كذلك أن الإيرادات من مبيعات الكتب بالتجزئة "انخفضت بشكل مطرد" منذ عام ٢٠١٧ (-1.2٪ سنويا في المتوسط)، ووفقا لهذه الدراسة، التي تشير إلى "انخفاض الاستثمار من قبل الفرنسيين في القراءة" يتم تخصيص وقت أقل وأقل لها، ويتم تخفيض الميزانية بشكل متزايد، ويشتري الفرنسيون عددا أقل من الكتب".

ويتساءل فانسنت موناديه: ما الذي ينبغي علي فعله؟ بالنسبة لرئيس CNL، فهو يرى أنه من الضروري "إعلان القراءة قضية وطنية كبرى". ويرى فانسنت موناديه: "إن حملة توعية كبرى حول أهمية القراءة ستكون حملة حيزية وتمس السلامة العامة للمجتمع.