(تجاهل) أمريكي (وتحدٍ) إسرائيلي!!.. صراع مصالح أم توزيع أدوار؟!

هل نحن أمام خلاف حقيقي وجوهري بين واشنطن وتل أبيب؟! أم أن الأمر مجرد توزيع أدوار متقن، ضمن لعبة أكبر لإعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط؟!!

(تجاهل) أمريكي (وتحدٍ) إسرائيلي!!.. صراع مصالح أم توزيع أدوار؟!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:

في مشهد غير مسبوق من التوتر، تتصاعد الخلافات العلنية اليوم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على خلفية ملفات إقليمية متشابكة، ما يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل التحالف الإستراتيجي التقليدي بين الجانبين، وما إذا كانت هذه الخلافات ناتجة عن تباين في الأولويات، أم أنها مجرد توزيع أدوار تكتيكي في صراع الشرق الأوسط.

متجاوزة تل أبيب.. واشنطن تفاوض حماس مباشرة
أحد أكثر التحركات الأمريكية إثارة للجدل كان شروع واشنطن في مفاوضات مباشرة وغير معلنة – ثم سرعان ما تم تسريبها – مع حركة حماس، عبر وسطاء قطريين ومصريين، في محاولة لتهدئة الجبهة الجنوبية لإسرائيل والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار طويل الأمد في غزة.
اللافت في الأمر أن هذه المفاوضات جرت دون تنسيق مسبق أو موافقة إسرائيلية، ما أثار غضب حكومة بنيامين نتنياهو، التي اعتبرت الأمر بمثابة "تجاوز خطير للسيادة الإسرائيلية" ومحاولة لإضفاء شرعية دولية على "تنظيم إرهابي"، بحسب وصفها.
مسؤول أمريكي رفيع تحدث لمجلة "بوليتيكو" مؤخرًا قائلاً: "نحن نتحرك بناءً على مصالحنا الإستراتيجية.. استمرار التصعيد في غزة يهدد استقرار المنطقة بأكملها، وليس من مصلحة أحد – بمن فيهم الإسرائيليون – أن تستمر هذه الحرب إلى ما لا نهاية".

متحديًا أمريكا.. نتنياهو: لم نطلب إذنًا لمهاجمة الحوثيين!
في تطور آخر يعكس حجم التباين، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريح لافت، ردًّا على تسريبات أفادت بعدم رضا إدارة ترامب (التي عادت للبيت الأبيض في يناير 2025) عن العمليات الإسرائيلية الأخيرة ضد مواقع للحوثيين في البحر الأحمر.
قال نتنياهو بصراحة: "إسرائيل تدافع عن مصالحها أينما كانت، ولم نطلب إذنًا من واشنطن لمهاجمة من يهدد أمننا القومي".
هذا التصريح فُسر على نطاق واسع بأنه تحدٍ مباشر لنهج الإدارة الأمريكية، ويعكس رغبة إسرائيلية في إعادة رسم حدود العلاقة مع الحليف الأمريكي، بعيدًا عن منطق "الوصاية الإستراتيجية" الذي اتبعته الإدارات السابقة.

خلافات أم توزيع أدوار؟!
تعددت القراءات حول ما يجري: هل نحن أمام خلاف حقيقي وجوهري بين واشنطن وتل أبيب؟ أم أن الأمر مجرد توزيع أدوار متقن، ضمن لعبة أكبر لإعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط؟
تيار من المحللين يرى أن: "الولايات المتحدة باتت تتعامل مع إسرائيل كشريك إقليمي محدود التأثير في بعض الملفات (خصوصًا غزة واليمن)، وتسعى لإعادة بناء شبكة علاقاتها في الشرق الأوسط على أسس".