الحكومة تضرب الشعب وهؤلاء نائمون!! 

طفل صغير يسأل أبوه :
بابا ايش هو الحزب ؟
الأب : الحزب هو السلطة وهو الحكومة ، حاجة قوية زي ابوك ، يحكم البيت .
الطفل : والشعب ايش هو ؟
الأب : الشعب هو الذي يعمل كل شيء ويتعب كل يوم ، زي ماما بالضبط .
الطفل : طيب والنقابااات ايش تعني ؟
الأب : النقاباااات زي جدتك بالضبط تأكل وتشرب وتنام وتقوم الصباح تعترض على أي شيء .
ذات مساء صحا الطفل من نومه على صوت الأم فهرع إلى غرفة والديه فوجد الأب يضربها ، رجع إلى الوراء وذهب إلى الجدة ليخبرها بما شاهده فوجدها تغط في نوم عميق ، تركها ورجع إلى غرفته وهو يُتَمْتِم : الحزب تضرب الشعب والنقابات نائمة .
هذه النكتة الروسية سمعتها قبل أكثر من أربعين سنة أيام حكم الحزب الشيوعي السوفيتي هناك ، باختلاف بعض المعاني طبعاً ، لكن المعنى العام يبين أن النقابات في الأنظمة الشمولية عبارة عن (قلم بيد محرك) أي أنها بمفهوم مختلف عن ماهية النقابات في البلدان الرأسمالية ، هي جزء من السلطة ومعظم قيادتها ينتمون إلى الحزب الحاكم أو الأمن السري التابع للسلطة ، وعليها أن تساهم في تنفيذ خطط الاقتصادية والسياسية للدولة .
الان المفهوم اختلف ، فالنقابات معظمها لا تساهم في البناء والتنمية ولا يحزنون ، بل تساهم في تعطيل جوانب مهمة في حياة المجتمع عن طريق التحريض ورفع الشعارات والبيارق وصور السياسية والإضرابات وهلموجرا .. خذوا اضراب المعلمين مثال على ذلك ، مش عارف كم نقابات للمعلمين ، نقابة الـ... ونقابة كذا ... والنقابة العامة والخاصة أعلنت عن الإضراب الشامل وعطلت العملية التعليمية لعام دراسي كامل لتمارس الضغط على وزارة التربية والتعليم (الغير مهتمة) لصرف حقوقهم المشروعة ، وعندما فشلت كل اساليب الضغط ، حاولت النقابات التراجع عن الإضراب لكنها فشلت ولم تستطع ولم تفكر من قبل في كيفية الخروج من هذا المأزق ، بالضبط مثلما فعل الحمار عندما نزل الى بركة الماء ليشرب ، ولما شرب لم يستطع الخروج وظل داخل البركة ينتظر من يخرجه منها . وهناك نقابات تغط في النوم مثل الجدة العجوزة التي تأكل وتشرب وتنام ، و اخرى نقابات ليست نائمة لكنها تأكل وتشرب وتعيش حتى وإن كان وجودها مرتبطة بمن يصرف عليها .
أما وزارة التربية والتعليم فحدث ولا حرج ، يتحدث وزيرها في اجتماع لقيادة الوزارة عقد في عدن عن : " الانضباط في تنفيذ الخطط التعليمية ، ومتابعة سير العملية التربوية بشكل مستمر ومتواصل " . وكأن موضوع توقف العملية التعليمية لا يهمهم ولا يدرون عنه شيء .
نحن نعيش أوضاع سيئة جدا ، لا رواتب لا خدمات ، لا صحة ، الاسعار تزداد بمزاج ، كل شيء غالي إلا الإنسان قيمته هوت الى الحضيض ، كل هذا ونقابات المعلمين تطالب بالعلاوات والتسويات والزيادات او تعطيل العملية التعليمية وحرمان اولادنا وبناتنا من تلقي العلم والمعرفة مما يساعد في نشر الجهل والتخلف في المجتمع . يا أخي يا نقابي يا محترم ، الناس يبحثون عن الرواتب وانتظامها كل شهر وانتم تبحثون عن علاوات وتسويات وهي حق مشروع بالتأكيد ، ولكن تعطيل التعليم ليس حق مشروع لأي أحد كان . بل هو هدم لمستقبل الاجيال القادمة ، فمتى تصحى ضمائركم أيها المعلمون .. يا حكومة و يا نقابات أفيقوا يرحمكم الله .