على الانتقالي أن يعود إلى البدايات

مطلوب مراجعة صارمة والإقرار بإن المشروع السياسي تم تحويله إلى زكائب مال ، والقرار مصادر بصك مالي مدفوع الثمن ، والخطاب خلع قدرته على الحشد والإقناع.
على الإنتقالي أن يعود إلى البدايات حيث النقاء الثوري ونظافة اليد، والخصومة مع الرشى السياسية وبيع الموافق حد الإرتهان.
على الإنتقالي أن يعترف إن تصدعات تغطي جسمه، وإن الوجوه التي أثرت من دول الجوار ومن نهب الأرض والعقار ، هي ألسنة تصدح بالزيف مدحاً في نهجه، في ما هي نصل خنجر يمزق روابطه بحواضنه ، يدق الأسافين بالممارسة المتعالية ،يعزز الإعتقاد إن هؤلاء ليسوا من احتشدت الحواضن في الميادين من أجل تمكينهم ودفعهم لواجهة الصفوف.
في السياسة لا توجد هيئات تنتمي لجنس الملائكة، لا تخطئ وهي دوماً محتكرة الصواب ، في السياسة -وهنا أقصد الإنتقالي- عليه أن يأخذ بين أصابعه مشرطاً يستأصل مافسد من جسمه وعطب ، أن يستمع للناس ، يجيب عن أسئلتهم يفتش عن أسباب هذا الغضب ، وكل هذا الإنفضاض من حوله.
ربما الخدمات رأس الجليد، وربما هي مجرد كرة النار لما هو أعمق ويضرب بعيداًفي منهجية القيادة ،كرة ستتدحرج لتحرق الجميع. المشكلة تكمن في إدعاء إمتلاك الحقيقة والدفاع المستميت عن الأسماء ،والمكابرة في رفض مراجعة السياسات ، خارج التنميط والتألية والجملة الخشبية الميتة، وتسييد بديلاً عنهم العقل الجماعي لا سلطة الفرد والقائد الضرورة .
الأمن دخوله على خط القمع لن يحتوي تململ الكتل البشرية ، سيصنع منها بيئة صلبة وقدرة تصادمية، المكاشفة وحدها من ترمم وصلاً إنقطع، وفجوة آخذة بالإتساع حد القطيعة.
هذا ليس إنتقالي البدايات -عليه أن يعترف بذلك- ، حيث الساحات وإقتسام كسرة الخبز توحد القيادات مع زخم الناس ، هذا إنتقالي الطبقة السياسية الناعمة الثرية المرفهة ، المغتربة البعيدة عن تعب الناس.
ستوجد عملية إستثمار لهذا الارتباك ، نعم ، وخصمك غبي إن لم يستثمر في بوادر فشلك ،إنغلاقك على ثقافة المنطقة إحتكار الوظيفة لأهل الثقة ، إستعداء قواعدك ، غبيٌ خصمك إن لم يدفعك نحو الإنهيار.