اقتربت ساعة (الصفر).. (4) سيناريوهات محتملة للتدخل الأمريكي ضد إيران

تقرير (الأول) المحرر السياسي:
مع تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، بدأت المؤشرات تتزايد حول احتمالية انخراط الولايات المتحدة عسكريًا في الصراع، خاصة بعد سلسلة من التصريحات النارية من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتعزيزات عسكرية واضحة في منطقة الشرق الأوسط، شملت إرسال حاملة طائرات ومقاتلات متطورة.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز السيناريوهات المحتملة لتدخل الولايات المتحدة، بناءً على الوقائع الحالية والتوجهات السياسية والعسكرية المعلنة.
تصريحات ترامب: تصعيد مدروس أم تهديد رمزي؟
خلال اليومين الماضيين، أطلق الرئيس ترامب سلسلة من التصريحات الحادة تجاه طهران، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة تعرف تمامًا مكان تواجد خامنئي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وإن كان قد استثناه من التهديد المباشر.
كما طالب إيران بـ"استسلام غير مشروط" وهدد بـ"رد قاسٍ" في حال استهداف أي مصالح أمريكية في المنطقة، محذرًا طهران من مغبة تجاوز "الخطوط الحمراء"، سواء ضد إسرائيل أو القوات الأميركية في الخليج.
بالتزامن، أرسلت واشنطن تعزيزات عسكرية كبيرة، شملت مقاتلات F-16 وF-35 وصواريخ باتريوت وثاد الدفاعية، إضافة إلى حاملة طائرات، في ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه "انتشار دفاعي"، لكنه يحمل دلالات هجومية محتملة في حال التصعيد.
السيناريوهات المحتملة
1. الدور الدفاعي التقليدي – الاحتمال الأعلى
في هذا السيناريو، تواصل واشنطن دورها التقليدي في حماية قواعدها ومصالحها في الشرق الأوسط، مع تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية. أي تدخل عسكري سيكون محدودًا ومحصورًا في ردع مباشر على هجمات إيرانية محتملة ضد أهداف أميركية.
المؤشرات:
- الاجتماع الطارئ الذي يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع مجلس الأمن القومي
- تصريحات ترامب تؤكد "الرد فقط عند التهديد المباشر".
- الانتشار العسكري يتم في قواعد خليجية لحماية البنية التحتية الأميركية.
- تنسيق استخباراتي وعسكري واسع مع إسرائيل دون مشاركة مباشرة في الهجوم.
2. الرد المحدود على أي عدوان إيراني مباشر
إذا قامت إيران باستهداف مباشر لقواعد أميركية أو سفن حربية، فإن الرد الأميركي سيكون محدودًا ولكنه "مدمر"، وفق تعبير ترامب. وقد يشمل ضربات جوية مركزة على منشآت صاروخية أو قيادية داخل إيران.
المؤشرات:
- ترامب حذر من أن "صبره ينفد".
- جاهزية مقاتلات استراتيجية تعزز هذا الخيار.
- تصريحات تفيد أن "كل الخيارات مفتوحة" إذا تم تجاوز الخطوط الأميركية.
3. التنسيق مع إسرائيل في الضربات
السيناريو الأكثر إثارة للقلق هو مشاركة أميركية في الضربات العسكرية الإسرائيلية، إما عبر توفير غطاء جوي، أو عبر استهداف منشآت نووية أو قواعد عسكرية إيرانية محددة. وهو خيار لا يزال "قيد المراجعة"، بحسب تسريبات من البنتاغون.
المؤشرات:
- تقارير عن وجود خطة إسرائيلية – أميركية مشتركة مؤجلة التنفيذ.
- ترامب رفض سابقًا اغتيال خامنئي لكنه لم يستبعد ضرب منشآت "تهدد الأمن العالمي".
- نشر صور أقمار صناعية دقيقة يوحي بتبادل استخباراتي نشط.
4. الانخراط في حرب شاملة
السيناريو الأقل احتمالًا حاليًا انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب شاملة ضد إيران لا يزال سيناريو بعيدًا، ويتطلب موافقة الكونغرس وتعبئة عسكرية أوسع. لكن أي تطور نوعي – مثل استخدام إيران لصواريخ بالستية ضد تل أبيب أو ضرب القواعد الأميركية بقوة – قد يغير هذا المعادلة.
المؤشرات:
- لا توجد تعبئة بحرية كافية لشن غزو شامل.
- القيادة الأميركية تصر على أن "التدخل سيكون مدروسًا ومحدودًا".
- الرأي العام الأميركي لا يفضل الدخول في حرب جديدة واسعة النطاق.
الخلاصة
حتى اللحظة، تميل الولايات المتحدة إلى تبني موقف دفاعي مشدد، مع إبقاء جميع خيارات الرد مفتوحة. ترامب يستخدم خطابًا تصعيديًا واضحًا، لكن تحركاته العسكرية تحمل طابع الردع لا الهجوم المباشر. ومع ذلك، فإن تغير المشهد الميداني – كوقوع خسائر أميركية أو استخدام إيران لأسلحة نوعية – قد يفتح الباب أمام تدخل محدود، وربما أوسع.
المعادلة باختصار: واشنطن تريد الحسم دون الانخراط، لكنها جاهزة للتدخل إذا فُرض عليها ذلك.