بجوازات دبلوماسية ومن منافذ رسمية.. محاولة هروب فاشلة لقيادات حوثية من الصف الأول ماذا يحدث في صنعاء؟!!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:
تم خلال اليومين الماضيين توقيف واحتجاز قياديين بارزين من جماعة الحوثيين خلال محاولتي هروب منفصلتين عبر منافذ البلاد، في ظل تزايد المؤشرات على تصدعات داخلية وتوترات غير معلنة داخل الصف القيادي للجماعة.
محاولة الهروب الأولى
وبحسب المصادر، فقد تم أمس لأول الماضية توقيف القيادي الحوثي البارز محمد أحمد الزايدي أثناء محاولته مغادرة البلاد إلى سلطنة عمان، عبر منفذ بري، باستخدام جواز سفر دبلوماسي غير معترف به دوليًا، كانت قد أصدرته سلطات الحوثيين في أغسطس 2022. وأظهرت بيانات الجواز أن الزايدي يحمل صفة ضابط في ما يُعرف بـ"القوات المسلحة" التابعة للجماعة، ما أثار الشبهات حول خلفيات خروجه ووجهته المحتملة.
وذكرت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الزايدي حاول استخدام الجواز الدبلوماسي لتجاوز الرقابة والقيود المفروضة على تحركات القيادات الحوثية، خاصةً بعد التصعيد الداخلي بين أجنحة الجماعة في صنعاء وصعدة.
محاولة الهروب الثانية
في حادثة منفصلة، تم أيضًا احتجاز هشام شرف، وزير خارجية حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، في مطار عدن الدولي أثناء محاولته مغادرة البلاد بطريقة سرّية.. ورغم أن شرف ظل لسنوات واجهة دبلوماسية للحوثيين في الخارج، إلا أن تقارير غير رسمية تحدثت عن خلافات حادة بينه وبين قيادات عليا في الجماعة، وتدهورٍ في علاقته بالمكتب السياسي، وسط اتهامات له بالتواصل مع جهات إقليمية دون تنسيق مع القيادة العليا.
مؤشرات على تصدعات داخلية
وتأتي هذه الحوادث وسط تصاعد التكهنات بشأن تفكك محتمل في هرم القيادة الحوثية، لا سيما بعد الأنباء عن صراعات متنامية بين الأجنحة السياسية والعسكرية داخل الجماعة، وتراجع شعبيتها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بسبب سوء الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي.
ويرى مراقبون أن محاولات مغادرة قيادات من هذا المستوى تعكس قلقًا متزايدًا داخل أوساط الحوثيين، مع تزايد الضغوط العسكرية والسياسية، إقليميًا ودوليًا، ما قد يفتح الباب أمام مزيد من الانشقاقات أو الترتيبات السرية للفرار من المشهد.
لا تعليق رسمي
حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تصدر جماعة الحوثي أي بيان رسمي بشأن الحادثتين، فيما تلتزم وسائل الإعلام التابعة لها الصمت حيال القضية، ما يُفسَّر من قبل البعض كمحاولة لاحتواء تداعيات الحدث إعلاميًا وتفادي إثارة الرأي العام المحلي.