جوعًا!!.. تفاصيل مأساة مروعة وفاة المعلم عبدالوهاب

(الأول) غرفة الأخبار:
بعد مرور أربعة أيام على وفاته دون أن يشعر به أحد... أفادت مصادر محلية في محافظة إب بعثور مواطنين على جثمان معلم متوفي داخل منزله في واقعة مأساوية تُظهر حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .
وأوضحت المصادر أن الجثمان يعود إلى المعلم عبدالوهاب الجبلين ، الذي عُثر عليه ميتًا داخل منزله الكائن في مدينة جبلة محافظة إب، بعد أن غاب عن الأنظار لأيام عدة، ليفاجأ الجيران بوفاته بعد كسر باب منزله، حيث كان ملقى على الأرض بلا حراك، دون وجود أي آثار عنف أو تدخل خارجي، مما يرجّح وفاته نتيجة ذبحة صدرية ناتجة عن الإرهاق الجسدي والنفسي والجوع.
ووصفت مصادر محلية حالة المعلم الراحل بأنها كانت مأساة إنسانية بكل المقاييس، فقد عاش سنوات من المرض والبؤس، بعد أن توقف راتبه منذ أكتوبر 2016، إثر تعسف مليشيا الحوثي في صرف مرتبات موظفي الدولة، ما انعكس بشكل مباشر على وضعه الصحي والمعيشي، ليُنهي حياته في عزلة تامة، دون أي رعاية أو اهتمام من الجهات المسؤولة.
وأشارت إلى أن المعلم عبدالوهاب كان يُعدّ رمزًا للعطاء والتضحية، حيث قضى سنوات طويلة في خدمة التعليم، لكن ظروفه تدهورت تدريجيًا بعد حرمانه من راتبه، وحادث مروري سابق تعرض له وأدى إلى إصابته بكسر في الحوض، زاد من تفاقم وضعه الصحي، في ظل غياب أي دعم طبي أو مادي.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن آلاف المعلمين في مناطق الحوثيين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط تصاعد حالات الوفاة نتيجة الأمراض الناتجة عن سوء التغذية وضعف المناعة، ما يُنذر بكارثة إنسانية أكبر في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.