المولد النبوي في اليمن: أداة الحوثي للجباية والسيطرة العقائدية والسياسية

المولد النبوي في اليمن: أداة الحوثي للجباية والسيطرة العقائدية والسياسية

في اليمن، لم يعد الاحتفال بالمولد النبوي مجرد مناسبة دينية للتعبير عن المحبة للنبي ﷺ، بل أصبح أداة استراتيجية تُوظفها جماعة الحوثي لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وعقائدية متعددة. فالجماعة تستغل هذه المناسبة لإجبار المواطنين على تقديم التبرعات والجباية باسم الاحتفال، ما يشكل مصدر تمويل مباشر لأنشطتها العسكرية والأمنية، ويعزز قدراتها على التحكم بالمجتمع المحلي.

من الناحية العقائدية، يستخدم الحوثي الاحتفال لتكريس تقديس السلالة والرموز الدينية وفق تفسيرات محددة تخدم مشروعه الأيديولوجي. هذه الممارسة تفرض نموذجًا موحدًا للولاء العقائدي، وتعمل على تقويض التعددية الفكرية والدينية في المجتمع، ما يسهم في تثبيت هيمنة الجماعة على البنية الاجتماعية والدينية، ويجعل الفضاء الديني خاضعًا لمصالحها.

على المستوى الجيوسياسي، توظيف الجماعة لهذه الاحتفالات يعكس استراتيجية واسعة لتمكين نفوذها داخل اليمن وربط الولاءات المحلية برموزها الدينية والسياسية، ما يعزز موقعها في الصراع الإقليمي ويتيح لها استخدام الدين كأداة تحشيد ودعم لمشروعها التوسعي.

باختصار، الاحتفال بالمولد النبوي لدى الحوثيين لم يعد مجرد طقس ديني، بل منصة متعددة الأبعاد تُستخدم للجباية، وإعادة تشكيل الوعي العقائدي، وترسيخ النفوذ السياسي والعسكري، ما يحول الدين من قيمة روحية إلى أداة للسيطرة الشاملة على المجتمع اليمني.