إلى راتبي وبعد

لم نشعر ليوم أننا كسرنا وضعفنا إلا عندما نرى أطفالنا وهم ينامون دون وجبة عشاء ويتظاهرون أمامك بأن كل شي على ما يرام لماذا لأن رواتبنا قد بات شبه أحلام لا نراها الآن المنام 

لم نشعر يوماً بالانكسار والهزيمة إلا حينما نرى أن بيوتنا باتت موحشة وهيا دون طعام أو ماء نسد به جوع أطفالنا الذين باتت حياتهم معرضة للموت البطيى 

لم نشعر يوماً بالانكسار والإحباط إلا حينما نرى الأمراض تغزوا منازلنا وتقتل أطفالنا ونحن عاجزون عن الدفاع عنهم بسبب تأخير رواتبنا التي تعتبر مصدر لتيسير أمور حياتنا 

لم نشعر يوماً بالانكسار وقلة الحيلة إلا حينما نرى أبائنا وأمهاتنا قد ناموا وهم لم يأكلون ولو قطعة خبز واحده تسد به جوعهم ولكن حرصهم الشديد منعهم من الأكل خوف من القدام المخيف 

لم نشعر يوماً بالانكسار وقلة الرجولة إلا حينما ترى أم اطفالك وهيا تكابد نفسها وتسعى جاهدة لإظهار الإبتسامة أمامك حينما تسألها ماذا ستطبخين لنا اليوم وأنت تعلم تماماً أنه لاشي موجود في البيت ولكن لاتريد أن تكسر خاطرك وتعكر صفو يومك  

الانكسار وقلة الحيلة هي بداية لدمار أسرة كانت تعيش أجمل لحظات الحياة برغم من غلا المعيشة إلا أن إستمرار صرف الرواتب كان بصيص أمل للمواطن المسكين والمنهك من هذه الحرب العبثية التي ليس له فيها ناقة أو جمل 

باتت أساسيات الحياة اليومية في المناطق المحررة تختفي شيئاً فشيئا وباتت حياة الإنسان فيها مهددة بالموت أن لم يتم تدارك الوضع الحالي للبلاد وصرف المرتبات في وقتها المعتاد فإن حياة الناس قد تسوى أكثر مما هي عليه الآن