لماذا لا يُعيَّن فتحي بن لزرق محافظًا لعدن؟
في ظل الانهيار الأمني والاقتصادي والخدماتي الذي تعيشه عدن، يطرح سؤال ملحّ: لماذا لا يُعيَّن فتحي بن لزرق، الصحفي والناشط المعروف، محافظًا لعدن؟ لماذا لا تُمنح الفرصة لشخصية أثبتت حضورها ومواقفها وارتباطها بقضايا الناس، لتكون في موقع يمكن أن يحدث التغيير المنشود؟
تجربة حقيقية مع الناس
فتحي بن لزرق ليس مجرد صحفي يكتب من برج عاجي، بل شخصية ميدانية متفاعلة يوميًا مع الشارع العدني وباقي مناطق الجنوب واليمن. صوته حاضر في كل الأزمات: من الكهرباء والخدمات إلى المعتقلين والفساد والانفلات الأمني. لم يكن يومًا بوقًا لجهة، ولم يسعَ لتلميع سلطات الأمر الواقع، بل اتخذ من النقد وسيلة لإيصال صوت الناس، ومن الجرأة منبرًا لمواجهة العبث.
كفاءة ونزاهة وشجاعة
ما يميزه أيضًا كفاءته في إدارة الإعلام، إذ قاد واحدة من أبرز المنصات الصحفية رغم الظروف الصعبة. نزاهته ورفضه الصفقات المشبوهة جعلاه من القلة التي لا تزال تحظى بثقة الشارع، في زمن اهتزت فيه الثقة بالوجوه السياسية والإدارية.
أما شجاعته، فهي ما تحتاجه عدن اليوم، مدينة الصراع والنفوذ، التي تحتاج إلى مسؤول لا يخاف في الحق لومة لائم، ولا يخضع للضغوط، ويستمد شرعيته من الناس لا من صراع المحاور.
عدن بين الفوضى والمناطقية
اليوم تدفع عدن ثمن انهيار مؤسسات الدولة وتفشي الفساد، والأسوأ تغليب المناطقية على الكفاءة، مما جعلها بيئة طاردة للكفاءات وغير قادرة على النهوض رغم إمكاناتها وموقعها الاستراتيجي.
في ظل هذه الظروف، تظهر الحاجة إلى شخصيات ذات رؤية وطنية جامعة، بعيدة عن خطاب التحريض والفرز، وبن لزرق واحد من هؤلاء.
مسؤولية القوى السياسية
السؤال الحقيقي: لماذا يتم تجاهل الكفاءات في التعيينات الإدارية؟ ولماذا يُستبعد من يستطيع إحداث فرق حقيقي؟ إن تعيين شخصية مثل فتحي بن لزرق ليس مجرد قرار إداري، بل رسالة بأن الكلمة أصبحت للكفاءة لا للمحاصصة.