بعد قبول حماس بالمقترح الأمريكي.. هل يكشف عن مصير (أبو عبيدة)؟!

تقرير (الأول) خاص:
بعد الإعلان عن قبول حركة حماس بالمقترح الأمريكي الذي قدمه الرئيس السابق دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، يتجدد السؤال حول مصير القيادي البارز وناطق كتائب القسام، "أبو عبيدة". هذا التساؤل يأتي في ظل تداول أنباء عن استهدافه في غارة جوية لم يتم تأكيدها رسميًا من قبل حماس أو كتائب القسام، وهو ما يثير المزيد من علامات الاستفهام حول صحتها.
وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية تبنت في ساعات متقدمة الرواية الصهيونية التي تؤكد استشهاد جميع من كانوا في الموقع المستهدف، مشيرةً إلى أن الغارة كانت دقيقة وناجحة. إلا أن غياب أي تصريح رسمي من حركة المقاومة الفلسطينية أو الجناح العسكري يترك الباب مفتوحًا أمام الشكوك حول مصداقية هذه الأنباء، خاصة وأن محاولات سابقة لاستهداف "أبو عبيدة" فشلت.
ويعتقد محللون ومراقبون أن التركيز الإعلامي على شائعات اغتيال الناطق باسم القسام ليس مصادفة، بل يندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى تقويض الرمزية التي يمثلها في الوعي الفلسطيني والعربي. فخطاباته، التي تحظى بمتابعة واسعة داخل فلسطين وخارجها، تُعد بمثابة شريان معنوي مهم للمقاومة، ويؤثر تغييبه أو النيل من صورته بشكل مباشر على المزاج العام المقاوم.
من جانب آخر، يرى خبراء أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال هذه الحملات الإعلامية إلى خلق انطباع وهمي بالنجاحات العسكرية على الأرض، بينما تستمر الخسائر في صفوفه، ويُظهر فشله في تحقيق أهدافه الميدانية بشكل واضح. إن تضخيم أخبار الاغتيالات وترويجها يأتي ضمن استراتيجية نفسية تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية لسكان غزة والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، في محاولة للسيطرة على السرد الإعلامي.
وعلى الرغم من كل ما سبق، يبقى الواقع على الأرض معقدًا. فحركة حماس، التي أبدت قبولها بالمقترح الأمريكي، تتعامل بحذر مع الإعلام وتحرص على عدم تأكيد أي معلومات قد تؤثر على استراتيجيتها أو على معنويات الجمهور، سواء في الداخل الفلسطيني أو خارجه. وبالتالي، فإن أي حديث عن مصير "أبو عبيدة" يبقى محل تكهنات إلى أن يتم إصدار بيان رسمي من قيادة كتائب القسام أو من الحركة نفسها.
يبقى السؤال الأبرز: هل ستكشف الأيام القادمة حقيقة مصير أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، أم أن هذه الأنباء ستظل مجرد جزء من الحرب النفسية المستمرة بين الاحتلال والمقاومة؟ في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات والمبادرات الدولية، يظل "أبو عبيدة" رمزًا مركزيًا في معركة الإعلام والميدان، ما يجعل أي تأكيد رسمي بشأنه حدثًا ذا وزن استراتيجي وسياسي كبير.