النفي الحوثي يفتح أبواب الشكوك.. من يقف وراء الهجوم الغامض على ناقلة (فالكون) ويهدد الملاحة العالمية؟!

النفي الحوثي يفتح أبواب الشكوك.. من يقف وراء الهجوم الغامض على ناقلة (فالكون) ويهدد الملاحة العالمية؟!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:

في صباح يوم السبت 18 أكتوبر 2025، تعرضت ناقلة الغاز الطبيعي المسال "فالكون"، التي ترفع علم الكاميرون، لانفجار هائل أثناء إبحارها في خليج عدن قبالة سواحل اليمن. الحادث أسفر عن اشتعال النيران في السفينة، مما أدى إلى فقدان بحار واحد على الأقل، وسط ترجيحات بوجود آخر لا يزال عالقًا على متن السفينة، في وقت غادر فيه بقية أفراد الطاقم البالغ عددهم 26 شخصًا. السلطات البريطانية أشارت في تصريح إلى أن السفينة ربما أصيبت بمقذوف مجهول، بينما وصف الاتحاد الأوروبي الحادث بأنه "عرضي"، دون الجزم بوجود عمل عدائي. هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) أكدت أن السفينة "أصيبت بمقذوف مجهول أدى إلى اندلاع حريق"، وأن التحقيقات لا تزال جارية.

نفي الحوثي: مناورة سياسية أم حقيقة؟
في أول تعليق عسكري من جانب جماعة الحوثي، نفت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الانقلاب غير المعترف بها أي صلة لها بالحادث، مؤكدة أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن استهداف السفينة في خليج عدن غير صحيح. هذا النفي السريع وغير المعتاد يثير تساؤلات حول احتمال دخول طرف ثالث على خط التصعيد البحري، خاصة أن السفينة "فالكون" سبق أن رُبطت بما يُعرف بـ"أسطول الأشباح" الإيراني، وفقًا لمنظمة "متحدون ضد إيران النووية" ومقرها نيويورك.

من يعبث بالملاحة العالمية في البحر الأحمر؟
بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية "أسبيدس" أعلنت أن سبب الانفجار لم يتضح بعد، لكنها رجحت وفق التقييمات الأولية أن الحادث ناجم عن خلل فني، مشيرة إلى أن النيران أتت على نحو 15 في المائة من جسم الناقلة. في حين أشارت السلطات البريطانية إلى أن السفينة ربما أصيبت بمقذوف مجهول، بينما وصف الاتحاد الأوروبي الحادث بأنه "عرضي"، دون الجزم بوجود عمل عدائي.

شكوك تحوم حول إيران
تُثير الحادثة تساؤلات حول دور إيران في الحادث، خاصة أن السفينة "فالكون" سبق أن رُبطت بما يُعرف بـ"أسطول الأشباح" الإيراني، وفقًا لمنظمة "متحدون ضد إيران النووية" ومقرها نيويورك. هذا الربط يفتح الباب أمام احتمالات تورط إيراني في الحادث، رغم نفي الحوثيين أي علاقة لهم بالحادث.

إسرائيل وأمريكا: هل هما وراء الحادث؟
في سياق متصل، أعلنت جماعة الحوثي في 30 سبتمبر 2025 أنها ستستهدف شركات نفط أمريكية كبرى مثل إكسون موبيل وشيفرون، وذلك رغم وجود هدنة سابقة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تقضي بعدم مهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن. هذا التصعيد يثير تساؤلات حول دور محتمل لإسرائيل وأمريكا في الحادث، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

من المستفيد ومن الخاسر؟
من المستفيد من هذا الحادث؟ قد تكون القوى الإقليمية والدولية المتنافسة على النفوذ في البحر الأحمر، مثل إيران وإسرائيل وأمريكا، هي المستفيدة من تصعيد التوترات في المنطقة. أما الخاسرون، فهم بلا شك الأطراف التجارية والبحرية التي تعتمد على حرية الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر، فضلاً عن السكان المحليين في اليمن الذين يعانون من تبعات هذه التوترات.

الخلاصة
يبقى حادث انفجار ناقلة الغاز "فالكون" في خليج عدن لغزًا محيرًا، تتعدد حوله التكهنات والاحتمالات. بينما تنفي جماعة الحوثي أي علاقة لها بالحادث، تظل الشكوك تحوم حول دور محتمل لإيران أو إسرائيل أو أمريكا في هذا الحادث. ما هو مؤكد أن هذا الحادث يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة عن أمن الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.