الضفة الغربية تشعل معركة سياسية عالمية.. ترامب يهدد نتنياهو: لن تضمها و(17) دولة تستنكر ببيان مشترك
(الأول) وكالات:
أصدرت 17 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بيانًا مشتركًا عبّرت فيه عن إدانتها الشديدة لمصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعَي قانونين لضم الضفة الغربية وفرض “السيادة الإسرائيلية” على المستوطنات غير القانونية.
وشمل البيان كلًا من السعودية والأردن ومصر وقطر وتركيا وباكستان وماليزيا وليبيا والكويت وفلسطين وسلطنة عُمان ونيجيريا وجيبوتي وجامبيا، مؤكدًا أن تلك الخطوة تمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”، ومشدّدًا على أنه “لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية”.
ورحّبت الدول بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 22 أكتوبر 2025، الذي أكّد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي وضرورة التزام تل أبيب بالقانون الإنساني الدولي وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، كما شدّد على حظر استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب وضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وإلزام إسرائيل بوقف إجراءاتها الأحادية غير الشرعية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي تطور متزامن، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة مدوّية بتأكيده أنه منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مواصلة الحرب في غزة ومن تنفيذ مشروع ضم الضفة الغربية، قائلاً في مقابلة مع مجلة تايم: “لن يحدث ضم للضفة الغربية، لقد وعدت الدول العربية بذلك، وستفقد إسرائيل كل دعم الولايات المتحدة إذا أقدمت على هذه الخطوة”.
وأضاف ترامب: “لقد أوقفته، كان سيواصل الحرب لسنوات، لكني أوقفته لأن العالم كان سيتحرك ضده، وكان سيفقد كل دعم دولي”. وأوضح أن نتنياهو ارتكب خطأ كبيرًا حين هاجم قطر، ما أدى إلى توحّد الموقف العربي بشكل لافت. وكشف ترامب أنه يعتزم زيارة غزة قريبًا، في خطوة ستكون الأولى من نوعها لرئيس أمريكي سابق.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد أصدر نتنياهو تعليمات عاجلة بوقف التقدم في مشاريع القوانين الخاصة بفرض السيادة على الضفة الغربية ومستوطنة معاليه أدوميم، في إشارة إلى حجم الضغوط الدولية والعربية التي دفعت تل أبيب للتراجع عن خططها مؤقتًا.
وبينما يرى مراقبون أن الموقف العربي الموحد إلى جانب التهديد الأمريكي الواضح أعادا ملف “الضم” إلى نقطة الصفر، يؤكد آخرون أن هذه التطورات قد تعيد رسم ملامح الصراع في فلسطين وتفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة تتبدّل فيها موازين القوى في المنطقة.
