دم بطعم العنب!!.. مأساة أب تهامي قتله الحوثيون لأنه دافع عن ابنه!
(الأول) غرفة الأخبار:
كان يحمل كيسًا صغيرًا من العنب، اشتراه لأطفاله بفرح الأب البسيط الذي ينتظر لحظة ابتسامتهم عند عودته. لم يكن يعلم فيصل علي محمد سعيد أن تلك الخطوات القليلة نحو منزله في مديرية جبل رأس بمحافظة الحديدة ستكون الأخيرة في حياته.
في لحظةٍ غادرة، تقدّم القيادي الحوثي أحمد عبده عبدالله سالم، ووجّه فوهة سلاحه نحو صدر فيصل، مطلقًا النار بدمٍ بارد أمام أعين أطفاله وزوجته ووالده المسنّ، لتتحول هدية الأب إلى مشهد مأساوي محفور في ذاكرة أسرته إلى الأبد.
الجريمة، كما يروي سكان المنطقة، لم تكن وليدة لحظة غضب، بل نتيجة سلسلة من الانتهاكات التي يمارسها القيادي الحوثي منذ أشهر. الشرارة اشتعلت داخل مدرسةٍ في عزلة الأقحوز، حين أجبر القيادي الطلاب على دراسة “ملازم” مؤسس الجماعة بالقوة، فاعترض أحد الأطفال. تدخل والد فيصل حين علم أن القائد اعتدى على ابنه، فهدّده بالقتل علنًا — وها هو الآن ينفذ تهديده دون تردد أو خوف من عقاب.
لم تمر سوى ساعة واحدة حتى كان القاتل حرًّا طليقًا. أفرجت عنه المليشيا التي ينتمي إليها وكأن شيئًا لم يحدث، بينما بقيت الأسرة غارقة في الحزن والذهول، تحتضن كيس العنب الذي ما زال ملطخًا بدم الأب.
في الحديدة، لم تعد القصص تُروى عن الحرب فقط، بل عن قسوةٍ تجاوزت حدود الإنسانية. جريمة فيصل ليست الأولى، لكنها ربما الأكثر وجعًا، لأنها تختصر مأساة وطنٍ يُقتل فيه الأب أمام أطفاله... ويُكافأ القاتل على ولائه.
