من حرب الخطاب إلى لعبة التفاوض!.. محرر قناة (الجزيرة) يكشف ماذا وراء التصعيد الحوثي الأخير؟
(الأول) غرفة الأخبار:
في مقال تحليلي مثير بعنوان (التصعيد الحوثي الأخير ضد السعودية.. ماذا يعني؟)، تناول الإعلامي والكاتب أحمد الشلفي، محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة، أبعاد التصعيد الأخير لجماعة الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية، واصفًا إياه بأنه "منسق ومدروس" ويعكس توقف مسار التفاهمات بين الطرفين بعد فترة من الهدوء النسبي.
وقال الشلفي إن التهديدات الأخيرة الصادرة من مختلف مستويات الجماعة – من زعيمها وصولًا إلى قياداتها الميدانية – ليست عفوية، بل تشير إلى قرار مركزي برفع سقف الخطاب السياسي والإعلامي تجاه الرياض، في محاولة واضحة لإعادة خلط الأوراق.
وأضاف أن البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين مؤخرًا، والذي تحدث عن “خلية استخباراتية تدار من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية”، يمثل تحولًا من التلميح إلى الاتهام المباشر، ما يعكس درجة غير مسبوقة من التوتر في الاتصالات الجارية بين الحوثيين والمملكة.
وأشار الشلفي إلى أن وسائل الإعلام الحوثية عادت إلى استخدام مصطلح "العدوان السعودي" في تغطياتها، بعد أن اختفى هذا الخطاب نسبيًا خلال العامين الماضيين، معتبرًا أن هذه العودة تمثل محاولة لإحياء الشعور بالخطر الخارجي بغرض تعبئة الداخل الحوثي سياسيًا وشعبيًا.
وبحسب المقال، فإن المحادثات الجارية بين الحوثيين والسعودية لم تحقق أي تقدم ملموس، خصوصًا مع إصرار الجماعة على التمسك بخارطة الطريق القديمة التي لم تعد مقبولة دوليًا بعد حرب غزة، وكانت تمنح الحوثيين امتيازات سياسية واقتصادية واسعة.
ورجّح الشلفي أن لغة التهديد والتصعيد الحوثي ليست إعلان حرب، بل أداة ضغط تفاوضي تهدف إلى تحسين شروط الجماعة على طاولة الحوار. لكنه في الوقت نفسه حذر من أن الحوثيين “بطبيعتهم المغامرة قد يلجأون إلى تحركات ميدانية محدودة لإظهار الجدية أو انتزاع مكاسب إضافية”.
وختم الشلفي مقاله بالإشارة إلى أن الحوثيين يمرّون حاليًا بـ مرحلة ضعف وتردد غير مسبوقة، بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت قياداتهم وتراجع الدعم الإيراني عقب حرب غزة، معتبرًا أن أي مواجهة شاملة في الوقت الراهن ستكون مغامرة قد تكلف الجماعة الكثير.
“من المرجح أن يظل التصعيد الحوثي في حدود الخطاب والاتهامات والاشتباكات المحدودة، دون أن يتطور إلى مواجهة واسعة، لأن الجماعة تدرك أنها لا تملك اليوم القدرة على خوض حرب شاملة”، ختم الشلفي مقاله.
