تفاصيل تسلسلية قبيل انهيارها.. قصة الكاملة للمنطقة العسكرية الأولى من التأسيس حتى السقوط!!

تحت سماء وادي حضرموت، حيثُ تتشابك الروايات مع رمال الصحراء، لم تكن مجرد مؤسسة عسكرية، بل كانت قلعةً من ورق شُيّدت على عجل، وظلّت تسرد عقداً من الزمن حكاية التمركز الهش...

تفاصيل تسلسلية قبيل انهيارها.. قصة الكاملة للمنطقة العسكرية الأولى من التأسيس حتى السقوط!!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:

في ديسمبر 2025، وعندما لفّ الضباب البارد سهول الوادي، بلغت القصة نهايتها الدرامية. لم يكن السقوط مجرد انسحاب تكتيكي، بل كان انهياراً مدوياً لـ "المنطقة العسكرية الأولى"؛ تلك الكتلة التي ضمت ألويةً ووحدات، عُهد إليها بحماية الأمان، فانتهت بها الحال إلى أن أصبحت شاهداً صامتاً على مرحلة انطوت.
إنها لحظة فارقة في تاريخ حضرموت: حيث التقت ساعة الصفر مع إرادة التغيير، وحيث تحول العتاد الضخم الذي ورثته الترسانات من غبار 94م إلى غنائم سهلة. فجأة، اختفى قادة وأفراد، واندثرت الحامية التي قيل عنها إنها الحصن المنيع.
هذا التوثيق ليس سرداً للأرقام والأسماء فحسب؛ بل هو رصد دقيق لتلك اللحظة الشتوية القارسة التي سقطت فيها آخر أوراق "الدولة الهشة"، لتبدأ حضرموت في كتابة فصلها الجديد على أنقاض العتاد المتروك.
ويُقدم هذا التقرير توثيقاً مفصلاً للمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، والتي تأسست بقرار جمهوري في 2013 كجزء من هيكلة الجيش اليمني، وسقطت أوائل شهر ديسمبر 2025، أمام تقدم القوات الجنوبية.

هيكل المنطقة العسكرية الأولى قبل السقوط (2013 - 2025)
قبل إعادة التشكيل في 2013، كانت الوحدات المتمركزة في حضرموت تتبع المنطقة العسكرية الشرقية. وفي 2013، تم إنشاء المنطقة الأولى (في الوادي) والمنطقة الثانية (في الساحل). وضمت المنطقة الأولى الألوية التالية:
لواء 101: ضمن الوحدات الرئيسية في الوادي.
لواء 23: ضمن الوحدات الرئيسية في الوادي، قائده العميد عبدالله معزب، قام بتسليم اللواء كاملاً لـ(درع الوطن) لاحقاً.
لواء 135 ميكا (ميكانيكي): أضيف إلى الوحدات الموجودة في السنوات العشر الأخيرة.
لواء 37 مدرع: تمركز في الخشعة ونطاق عملياته مع لواء 23 ميكا حتى الحدود مع السعودية.
لواء 315 ميكا (ميكانيكي).
لواء 11 حرس حدود.
وحدات أخرى: محور ثمود، شعبة استخبارات عسكرية، كتائب شرطة عسكرية، كتيبة حضرموت، كتيبة سلاح هندسة.

سلسلة القيادة (حتى 3 ديسمبر 2025)
تولى قيادة المنطقة العسكرية الأولى قادة من محافظات مختلفة قبل السقوط، أبرزهم:
 اللواء محمد عبدالله الصوملي (من حجة).
 اللواء عبدالرحمن عبدالله الحليلي (من بني مطر، صنعاء).
 اللواء صالح محمد طيمس (من أبين).
 اللواء صالح محمد الجعيملاني (من أبين)، والذي تسلم القيادة بتاريخ 2 يناير 2025 حتى السقوط في 3 ديسمبر 2025.

لحظة الانهيار والسيطرة الجنوبية (3 - 4 ديسمبر 2025)
انهارت المنطقة العسكرية الأولى بتاريخ 3 ديسمبر 2025، أمام دخول القوات الجنوبية:
1. التقدم من الشرق: دخلت القوات الجنوبية المتمثلة **بأربعة ألوية** من مختلف التسميات (جميعها من محافظات جنوبية محررة)، قادمة من مدخل وادي حضرموت الشرقي عبر طريق الهضبة مروراً بساه. وتمركزت هذه القوات في المنطقة الواقعة بين (راوك والغرف) إلى الشرق من سيؤن.
2. ساعة الصفر: حانت ساعة الصفر فجر الأربعاء، وبدأ التقدم الموحد.
3. التقدم من الغرب: تقدمت كتائب من لواء بارشيد بقيادة العميد عبدالدايم الشعيبي من الغرب وصولاً إلى القطن.
4. النتائج: أطبقت الوحدات الجنوبية على عموم وادي حضرموت، وفر معظم الأفراد والقادة بالمنطقة الأولى وألويتها. كما استولى مواطنون ورجال قبائل على النقاط المنتشرة على طول الوادي.
5. الانتشار والتأمين: بعد تأمين سيؤن والقطن والخشعة، صدرت الأوامر لمختلف ألوية الأحزمة والدعم والإسناد الجنوبي بالتمركز في مراكز وثكنات ومعسكرات المنطقة الأولى سابقاً.
6. اغتنام العتاد: اغتنمت القوات الجنوبية العديد من العتاد والأسلحة الحديثة، خاصة **المدرعات**، حيث كان اللواء 37 مدرع يمثل ترسانة ضخمة.

ملاحظة:
قام اللواء 23 بالعبر وقائده العميد عبدالله معزب بتسليم اللواء كاملاً بعتاده لـ (قوات درع الوطن) الخميس الماضي، وهي الحالة الوحيدة من نوعها.