تحليل بريطاني يكشف كواليس مخفية للصراع المحلي والدولي في حضرموت والمهرة

تحليل بريطاني يكشف كواليس مخفية للصراع المحلي والدولي في حضرموت والمهرة

(الأول) متابعة خاصة:

قدمت الباحثة البريطانية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، إليزابيث كيندال، قراءة تحليلية معمقة للبيان السعودي الأخير، معتبرة إياه موقفاً حازماً يرفض تمدد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المحافظات الشرقية وصولاً إلى حدود سلطنة عُمان.

تقاطع المصالح وتباين الرؤى
 وترى كيندال أن الرياض وأبوظبي، رغم تعاونهما لاحتواء طموحات الانتقالي، لا تلتقيان إلا في هدف "تقليص نفوذ الحوثيين". 
وأوضحت أن الخلاف الجوهري يكمن في مسألة "الاستقلال الكامل للجنوب"، حيث تخشى السعودية أن يؤدي ذلك إلى نشوء دولة شمالية يهيمن عليها الحوثيون على حدودها مباشرة.

حساسية حضرموت والمهرة
 وأشارت الباحثة إلى أن حضرموت تمثل "عمقاً استراتيجياً" للسعودية نظراً للحدود الطويلة والثروات النفطية والعلاقات الاجتماعية، ما يجعل سيطرة الانتقالي عليها أمراً يثير قلقاً بالغاً في الرياض. 
أما في المهرة، فاعتبرت كيندال أن أي تحرك للانتقالي يثير حساسية مسقط التاريخية، خاصة في ظل التوترات السابقة بين عُمان والإمارات، مما يجعل وجود قوى موالية لأبوظبي على حدود عُمان أمراً مقلقاً للمسؤولين العمانيين.

تحديات داخلية وشعبية
 ولفتت كيندال إلى عوائق داخلية تواجه الانتقالي، منها:
- وجود حركات محلية في حضرموت والمهرة تطالب بخصوصية سياسية بعيداً عن مركزية عدن.
- المخاوف الشعبية من العودة لنموذج الدولة الجنوبية السابقة (1967-1990).
- الرفض الشعبي الواسع لإشارات قادة الانتقالي حول الانضمام لـ "اتفاقيات أبراهام" والتطبيع مع إسرائيل.

مستقبل التصعيد
 واختتمت كيندال تحليلها بالإشارة إلى ضعف وانقسام مجلس القيادة الرئاسي، معتبرة أن البيان السعودي "المتزن" الذي جاء عقب لقاءات في مسقط يضع الانتقالي أمام اختبار صعب. وحذرت من أن فشل الضغوط الدبلوماسية في دفع الانتقالي للتراجع قد يفتح الباب أمام جولة تصعيد جديدة في الجنوب، ستكون مصلحتها النهائية لصالح جماعة الحوثي.