تصريحات بن غفير وسموتريتش تزيد التوتر مع الأميركيين
أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن تصريحات الوزراء اليمينيين المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في قطاع غزة، زادت التوتر بين إسرائيل والإدارة الأميركية.
وأكد الموقع، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن التصريحات والإجراءات التي اتخذها الوزراء اليمينيون المتطرفون، خاصة فيما يتعلق بالحرب في غزة، خلقت توتراً متزايداً بين إسرائيل والعديد من حلفائها، وخاصة إدارة بايدن والمشرعين الديمقراطيين.
ويدور الحديث تحديداً عن الوزيرين، إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش، وزير المال.
وقالت مصادر إن مجموعة من الديمقراطيين اليهود في مجلس النواب الأميركي ضغطوا بشدة على السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ بشأن «التعليقات التحريضية» التي أدلى بها الوزيران الإسرائيليان، وحذروا من أن تصريحات الوزيرين لا تضر فقط بالجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة رهائن ووقف القتال في غزة، لكنها أيضاً تضر بالرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل.
وقال سموتريتش، في مقابلة أجريت معه مؤخراً مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن تل أبيب يجب أن تتخذ خطوات لتشجيع هجرة غالبية الفلسطينيين في غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني شخص، إلى بلدان أخرى. كما أعرب بن غفير عن دعمه لمثل هذه الخطوة، قائلاً إنها ستسمح لإسرائيل بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة.
وكانت هذه التصريحات لاقت انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي ورفضاً أميركياً صريحاً.
وأكد 6 أعضاء من الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي حضروا اجتماعاً مع السفير هرتسوغ من بين 15 عضواً يهودياً يوم الخميس، أنهم ناقشوا تصريحات الوزراء الإسرائيليين. وقالت النائبة جان شاكوسكي (ديمقراطية من إيلينوي) لموقع «أكسيوس» إن عدم الموافقة على تعليقات الوزيرين «تم التعبير عنه بالإجماع من قبل الأعضاء الأكثر تقدمية، وأيضاً أولئك الذين كانوا من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل»، مضيفة أن «بعض المشرعين قالوا إنه يجب طردهما».
وقال النائب براد شنايدر (ديمقراطي من إيلينوي) إنه بينما كانت تعليقات الوزيرين هي المحور الأساسي للاجتماع، فقد تم طرح «قائمة كاملة من التصريحات غير الحكيمة لأعضاء الكنيست».
وقال النائب غريغ لاندسمان (ديمقراطي من ولاية أوهايو): «لقد ضغطنا عليه بشأن مخاوفنا الخطيرة للغاية بشأن تصريحات بعض هؤلاء اليمينيين حول ما سيحدث بعد ذلك في غزة، كجزء من سلسلة من التصريحات البغيضة حقاً».
ورد السفير الإسرائيلي، بحسب مصدر مطلع على الاجتماع، مستشهداً بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل «لا تسعى إلى تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو إعادة احتلال غزة».
وقال 3 أعضاء في مجلس النواب الأميركي لموقع «أكسيوس»، إن هرتسوغ أكد أيضاً أنه «يُسمح لبن غفير وسموتريتش بالتحدث بحرية، لكن تصريحاتهما لا تمثل بالضرورة الموقف الرسمي للحكومة».
وكان نتنياهو قال يوم الأربعاء، في الليلة التي سبقت بدء محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع بشأن اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، إن بلاده «ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين».
وقال أحد أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لموقع «أكسيوس»، إن بن غفير يستخدم الحرب في غزة من أجل «حملة سياسية متطرفة»، وبدلاً من كبح جماحه، يلتزم نتنياهو الصمت معظم الوقت لأسباب سياسية داخلية.
لكن كان البعض غير راضين عن ردود هيرتسوغ، وقالت شاكوسكي إنها وزملاءها «بذلوا قصارى جهدهم للحصول على نوع من الإجابة، ولم يحصلوا على شيء». وأضافت: «كان أقوى مؤيدي إسرائيل يضغطون عليه بشدة، وظل يهز رأسه قائلاً ليس هناك ما يمكنني فعله».
وقال النائب ستيف كوهين (ديمقراطي من ولاية تينيسي): «إن ذلك لا يساعد موقف إسرائيل بأن هذه (الحرب) ليست إبادة جماعية، ما فعله هذان العضوان في مجلس الوزراء جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا نحن الذين نؤيد إسرائيل بنسبة 100%».
وقالت السفارة الإسرائيلية لموقع «أكسيوس»، إن «السفير هرتسوغ يحافظ على اتصالات منتظمة مع أعضاء الكونغرس الأميركي، مما يسمح له بإبقائهم على اطلاع دائم بالسياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية. ونحن لا نعلق على محتوى هذه المناقشات الخاصة».